مجموعة فولفو ومنظَّمة اليونسكو تتعاونان لدعم تعليم الأولاد

استفاد الطلّاب في 40 مدرسة ابتدائية بشمال باكستان من تعاوُن فريد جمع بين منظَّمة ’اليونسكو‘ و’مجموعة فولفو‘ وسفارة السويد لدى باكستان، حيث قام مكتب ’اليونسكو‘ في إسلام أباد، باعتباره الوكالة المعنية بتنفيذ المشروع، بإطلاق هذا المشروع الريادي وتطبيقه من خلال العمل الوثيق مع ’هيئة التعليم‘ في إقليم غيلجيت بالتيستان. وكجزء من هذه الشراكة، التي يتم التشجيع عليها بهدف الترويج لمناسَبة ’اليوم الدولي لمحو الأمّية‘ من منظَّمة ’اليونسكو‘ (8 سبتمبر(، قامت ’مجموعة فولفو‘ باستثمار حوالي 100,000 دولار أمريكي لتسهيل وصول الأولاد الصغار إلى قصّة الأطفال الشهيرة والمحبوبة جداً بعنوان ’بيبي ذات الجورب الطويل‘ (Pippi Longstocking).

تابعونا على وسائل التواصل
Twitter reddit Quora

حمل المشروع عنوان ’توفير مواد القراءة الملهِمة والمحفِّزة لصالح طلّاب المدارس الابتدائية‘، وتم تصميمه لتعزيز سُبُل التعليم بين أوساط طلّاب المدارس الابتدائية في منطقتين ضمن إقليم غيلجيت-بالتيستان الواقع في الجبال بشمال باكستان. ويقوم هذا الأمر بداية على تحسين مستويات بقاء الطلّاب في المدارس عبر بناء ثقافة تُركِّز على القراءة وتوفير الدعم للطلّاب والمدرِّسين على حد سواء، وثانياً عبر تحسين فرص التعلُّم لصالح الطلّاب من خلال اعتماد تَوجُّهٍ مُركَّز لتدريب المدرِّسين وتبنّي الاستراتيجيات الخاصّة بالصفوف.

تم اعتماد المشروع في 40 مدرسة ابتدائية، وتَمحوَر حول تحسين البيئة التعليمية في المدارس عبر تعزيز قدرات المدرِّسين وضمان وصول الطلّاب إلى مواد القراءة التفاعُلية وتحفيز الفرص التعليمية. علاوة على هذا، وبهدف التعامُل مع مسألة عدم وجود مواد تعليمية وتثقيفية تفاعُلية وتشارُكية في المدارس المستهدَفة، ولأجل الترويج للقراءة كنشاط ممتع، تمت ترجمة كتاب الأطفال الشهير ’بيبي ذات الجورب الطويل‘ (Pippi Longstocking) إلى اللغة الأردية وتوفيرها كمادة إضافية للقراءة. يُشار إلى أن هذا الكتاب يروي قصّة فتاة شجاعة وفضولية وقامت بتأليفه الكاتبة السويدية المعروفة أستريد ليندغرن.

وبهدف تطوير عادات القراءة بين الطلّاب، تم أيضاً منح المدارس المستهدَفة مجموعة من الكتب القصصية وكذلك مواد قراءة وتدريس وتعلُّم تفاعُلية إضافية. وجرى تدريب المدرِّسين في المدارس التي شاركت بالمشروع حول استراتيجيات العليم الفعّالة، وتبع هذا الأمر تسهيل مهام العمل في الصفوف.

وبشكل عام، استفاد ما مجموعه 6,000 طالب و77 مدرِّساً من المشروع، وما وصل عدده إلى 42,000 شخص من الأهل وأعضاء المجتمع الذين انخرطوا في المشروع على نطاق واسع. وبينما قدّم المشروع بشكل أساسي مواد التعلُّم التفاعُلية والكتب المواكِبة للمنهاج إلى 40 مدرسة مستهدَفة، إلا إن مجموعة من المدارس الأخرى قد استفادت منها أيضاً عبر استعارتها.

تم إطلاق المشروع في 2019 للتعامُل مع مسألة مهمّة، ألا وهي أن الأولاد في أنحاء عديدة من باكستان لا يحصلون على التعليم الابتدائي، بينما الأولاد في المناطق النائية وخصوصاً الفتيات معرَّضات أكثر لمواجَهة عدم المساواة في التعليم. وكشف الترتيب السنوي لتقرير التعليم (ASER 2019 ) أن فقط 50 بالمئة من الفتيان و37 بالمئة من الفتيات بالمدارس العامّة ضمن إقليم غيلجيت-بالتيستان يمكنهم قراءة جمل كاملة باللغة الأردية.

في معرض تأكيدها على أهمّية هذا التعاون الفريد، أعربت باتريسيا ماكفيليبس، مديرة مكتب ’اليونسكو‘ في إسلام أباد، عن تقديرها للمساهَمة التي قامت بها ’مجموعة فولفو‘ وشدَّدت على الحاجة لتعزيز المشروع أكثر في باقي أقاليم ومناطق باكستان. وأكّدت على أن توفير الكتب القصصية وباقي أدوات المساعَدة في التعلُّم قد حسَّنت فرص وصول الطلّاب إلى مواد القراءة التفاعُلية والممكِّنة لهم، خصوصاً حول الأدوار الجندرية غير التقليدية، وهو أمر محدود جداً في الكثير من المدارس العامّة بباكستان. وركّزت ماكفيليبس على أهمّية توافر مواد القراءة في المدارس لتطوير عادات القراءة بين أوساط الطلّاب لأجل تحسين مهارات التفكير التحليلي والنقدي لديهم، إلى جانب تعزيز اعتزازهم وثقتهم بنفسهم.

حول هذا الموضوع، قالت فريدة تمسيت، مديرة التسويق والاتصالات في ’مجموعة فولفو الشرق الأوسط‘: “إن الشراكة مع ’اليونسكو‘ وسفارة السويد لدى باكستان تعزِّز أكثر هدفنا المتعلِّق بالعطاء في المجتمعات التي نعمل بها حول العالم. فتعليم وتربية الأولاد يلعبان دوراً محورياً في مستقبلنا، ولهذا السبب قرّرنا المضي قُدُماً بهذا المشروع إذ إن هديّة ’فولفو‘ الموسمية السنوية مخصَّصة لدعم الأهداف الريادية. كما تُعدّ الهدية الموسمية السنوية هبة بالنيابة عن كل موظَّفي ’مجموعة فولفو‘ الهادفين لإحداث فرق في مجتمعاتنا المحلّية. ونودّ بهذه المناسَبة أن نشكر الجميع في ’مجموعة فولفو‘، وكذلك في منظَّمة ’اليونسكو‘ وسفارة السويد، لجهودهم الكبيرة ومساهَمتهم في مساعَدة المدرِّسين والطلّاب والمجتمعات في باكستان للحصول على مستقبل أفضل.”

Bookmark the permalink.