منطقة البحر الكاريبي: الملاذ الأفضل للأثرياء من جميع أنحاء العالم

يشهد عالم الأعمال حاليًا زيادة كبيرة في عدد الأثرياء الذين يرغبون في الحصول على جواز سفر كاريبي عن طريق الاستثمار؛ وهو ما أسهم إلى حدٍ كبير في زيادة الانتعاش الاقتصادي لدول منطقة البحر الكاريبي.

تابعونا على وسائل التواصل
Twitter reddit Quora

وفي مقابلة أُجريت مؤخرًا مع الرئيس التنفيذي لشركة CTrustGlobal، أشار إلى حدوث زيادة كبيرة في نسبة الطلبات المقدّمة للشركة للحصول على جنسية ثانية؛ معظمها من دول نامية، منها، على سبيل المثال لا الحصر: باكستان والهند ودول الشرق الأوسط.

وقال الرئيس التنفيذي للشركة: «يُتيح الحصول على جنسية ثانية للأفراد السفر بدون تأشيرة إلى العديد من الدول في العالم. وتُعدّ برامج الحصول على الجنسية عن طريق الاستثمار التي توفرها دول منطقة البحر الكاريبي من أفضل البرامج في العالم؛ وذلك لمرونتها التي تُتيح للأفراد من الأثرياء الاستثمار في العقارات وتأسيس أعمال تجارية دون إجراءات معقدّة».

وأردف بقوله: «إذا كنت شخصًا ثريًا لا تعتمد على وظيفة ولديك رغبة في السفر إلى دولة أخرى والاستثمار فيها، فإنّ برامج “الحصول على جنسية ثانية عن طريق الاستثمار” هي أفضل وأسهل وسيلة لتحقيق رغبتك».

وأضاف: «توفّر معظم الدول برامج للحصول على الجنسية عن طريق الاستثمار، والاختلاف بين هذه البرامج يتمثل في المدّة الزمنية اللازمة للحصول على الجنسية وتكلفتها؛ لذا يجب على كل من يرغب في الحصول على جنسية ثانية من خلال هذه البرامج أن يدرس كل برنامج منها بعناية لكي يتمكّن من اتخاذ قراره وفقًا لميزانيته وشروط البرامج».

ما الوجهة المفضلة للأثرياء في الوقت الحالي؟

يقول الرئيس التنفيذي لشركة CTrustGlobal: «وجهتهم المفضلة هي جزر منطقة البحر الكاريبي بلا شك؛  فجوازات السفر الكاريبية تُتيح لحامليها السفر بدون تأشيرة إلى ما يقرب من 140 إلى 160 دولة».

منطقة البحر الكاريبي: الملاذ الأفضل للأثرياء من جميع أنحاء العالم

وفيما يلي نظرة سريعة على أسباب اهتمام المستثمرين الكبير بهذه المنطقة:

الانتعاش الاقتصادي القوي

منطقة البحر الكاريبي هي منطقة يعتمد دخلها بشكل رئيسي على السياحة، ولا تزال واحدة من أبرز الوجهات السياحية في العالم؛ على الرغم من تعرضها المستمر لعواصف استوائية وأعاصير.

تزداد وتيرة وشدّة هذه العواصف الاستوائية والأعاصير بسبب تغيّر المناخ، ويكون بعضها مدمرًا تمامًا لأنشطة شركات السياحة العاملة في المنطقة؛ ومع ذلك، تكيّفت العديد من هذه الشركات مع هذا الوضع واعتادت على استئناف أعمالها في مختلف الظروف.

وقد أثرت جائحة كوفيد-19 على هذه المنطقة بدرجة أكبر من تأثيرها على غيرها من المناطق في العالم؛ حيث عانت المنطقة من إغلاق الحدود وإلغاء الرحلات الجوية، كما توقفت البواخر السياحية تقريبًا عن العمل؛ وهو ما أثر على حياة عشرات الآلاف من الأشخاص في هذه المنطقة.

وقد أظهر تقرير صادر عن المنظمة الكاريبية للسياحة حدوث انخفاض كبير في عدد السياح الوافدين في عام 2020 مقارنة بعام 2019؛ حيث انخفض عدد السياح بنسبة 65٪؛ وهي النسبة الأكبر في تاريخ هذه المنطقة.

وعلى الرغم من هذه التحديات، يتزايد عدد الأثرياء الذين يتطلعون إلى زيارة هذه المنطقة والاستثمار فيها؛ وأحد أسباب ذلك هو قدرة المنطقة على التكيّف السريع مع جميع الأوضاع والظروف المستجدة.

ويشير خبراء إلى أنّ دول منطقة البحر الكاريبي كانت أسرع من غيرها من الدول في تنفيذ التدابير اللازمة لمواجهة هذه الجائحة؛ حيث عاد السياح لزيارتها مرة أخرى بشكل أسرع مقارنة بغيرها من الوجهات السياحية. كما تفوق أدائها في التعامل مع الجائحة على أداء العديد من المناطق الأخرى في العالم، والتي شهدت انخفاضات أكثر حدّة في عدد السياح.

ويُعدّ هذا الاقتصاد القوي أحد العوامل الرئيسية التي تُسهم في اهتمام العديد من المستثمرين في جميع أنحاء العالم بالاستثمار في هذه المنطقة.

كما تُحقق بعض دول منطقة البحر الكاريبي أعلى معدّلات الاستثمار الأجنبي المباشر على مستوى العالم؛ حيث تزيد نسبة صافي تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر من الناتج المحلي الإجمالي لاقتصادات هذه الدول على 10٪.

وعلى الرغم من أنّ الأزمة المالية العالمية التي حدثت في عام 2008 قد قللت بدرجة كبيرة من تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى المنطقة، فقد شهدت المنطقة انتعاشًا كبيرًا في الآونة الأخيرة؛ ولا تزال حتى الآن واحدة من الوجهات الاقتصادية المهمّة على مستوى العالم.

أفضل برامج الحصول على الجنسية عن طريق الاستثمار على مستوى العالم

برامج الحصول على الجنسية عن طريق الاستثمار هي برامج تُتيح للأفراد الحصول على جنسية ثانية وجواز سفر ثانٍ من خلال الاستثمار؛ حيث تُمكّنهم هذه البرامج من شراء عقارات في الدولة المضيفة للتأهل للحصول على جنسيتها أو التبرع لصناديق التنمية الخاصة بكل منهم؛ وهي طريقة أسرع بكثير من طرق الهجرة التقليدية للحصول على الجنسية.

ومن خلال هذه البرامج، لا يضطر المستثمرون لزيارة الدولة المضيفة أو الإقامة فيها؛ لذا فهي تتفوق على غيرها من الطرق التقليدية للحصول على جنسية ثانية، كما توفر للمستثمرين فرصًا متنوعة للاستثمار في جميع أنحاء العالم لما تتمتع بها هذه الدول من علاقات بدوا عديدة حول العالم.

وبفضل الإجراءات الميسرة لهذه البرامج بالرغم من قيامهم بالعناية اللازمة لكل مقدم طلب، يمكن لمقدّمي طلبات الحصول على جنسية من خلال الاستثمار الحصول على الموافقات اللازمة خلال ثلاثة أشهر تقريبًا، كما يمكنهم الحصول على الجنسية وجواز سفر يسهل السفر بدون تأشيرة إلى العديد من الدول، والعديد من المزايا الأخرى.

وهذه المزايا تحديدًا هي ما يبحث عنها المستثمرون من دول العالم الثالث والدول النامية؛ فهي لم تعد مجرد ترف بالنسبة لهم، بل أصبحت ضرورة.

وفيما يلي معلومات موجزة عن الدولتين اللتين لديهما أكبر عدد من المتقدمين في منطقة البحر الكاريبي:

الهند

أشار بيان صحفي صادر عن صحيفة Business Standard إلى حدوث زيادة في عدد الأثرياء الهنود الذين يستثمرون في منطقة البحر الكاريبي للحصول علي الجنسية الثانية. ويرجع السبب في ذلك إلى الفرص المتعدّدة التي توفرها لهم هذه المنطقة لتنويع استثماراتهم.

يشهد قطاع الرعاية الصحية في البلاد ظروفًا غير مستقرة نتيجة تأثر أدائه بدرجة كبيرة بسبب الجائحة، كما تؤثر القواعد الضريبية الأساسية المطبّقة في الهند على استثمارات المستثمرين؛ لذا فهم يتطلعون إلى تأمين حياة أفضل لعائلاتهم والحفاظ على أصولهم المالية بدرجة أكثر استقرارًا.

وقد كشفت تقارير صادرة عن شركة CTrustGlobal عن حدوث زيادة كبيرة في استثمارات كبار المستثمرين الهنود في دول أخرى. (يوجد بالهند 7000 مليونير تقريبًا لا تقل ثرواتهم عن 30 مليون دولار أمريكي، وأكثر من 100 ملياردير).

كما ذكر تقرير “استعراض اتجاهات هجرة الثروات العالمية” (Global Wealth Migration Review) أنّ ما يقرب من 5000 مليونير منهم هاجروا إلى خارج البلاد في عام 2020 فقط؛ وقد توجه عدد كبير منهم إلى منطقة البحر الكاريبي.

تجدر الإشارة إلى أنّ الحكومة الهندية قد طبّقت في السنوات القليلة الماضية سياسات مرنة تُتيح للأثرياء الهنود الاستثمار في دول أخرى؛ وهو ما مكّنهم من الحصول على جنسيات هذه الدول.

وترجع الزيادة المستمرة في أعداد المستثمرين الهنود في منطقة البحر الكاريبي إلى توفير دول هذه المنطقة لأفضل برامج للحصول على الجنسية عن طريق الاستثمار على مستوى العالم، فضلًا عن رغبتهم في تنويع استثماراتهم وتأمين حياة أفضل لعائلاتهم.

نيجيريا

على الرغم من تمتع نيجيريا بموارد هائلة، يواجه الأثرياء من النيجيريين الكثير من القيود المفروضة على سفرهم للعديد من دول العالم؛ ويرجع السبب في ذلك إلى أنّ جواز السفر النيجيري يسمح لصاحبه بالسفر بدون تأشيرة مسبقة إلى ما يقرب من 54 دولة فقط؛ منها دول إفريقية.

ويُعدّ الرقم المذكور صغيرًا جدًا إذا ما قورن بعدد الوجهات التي توفرها جوازات سفر دول أخرى مجاورة لنيجيريا مثل غانا والكاميرون وكوت ديفوار؛ حيث تُتيح جوازات سفر هذه الدول لحامليها السفر إلى العديد من الدول المتقدّمة مثل الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية.

ويمثّل الحصول على جنسية دومينيكا  عن طريق الاستثمار فرصة مثالية للمستثمرين النيجيريين لتنويع استثماراتهم؛ حيث يُتيح لهم حمل جواز السفر الكاريبي إلى جانب جواز السفر النيجيري زيارة أكثر من 150 دولة على مستوى العالم، منها دول اقتصادية كبرى مثل المملكة المتحدة والولايات المتحدة وروسيا والصين.

تتميّز برامج الحصول على الجنسية عن طريق الاستثمار في دول منطقة البحر الكاريبي بإجراءاتها السريعة والبسيطة التي تُتيح للمتقدمين الحصول على جواز السفر الكاريبي خلال ثلاثة أشهر تقريبًا؛ ويُتيح لهم هذا الجواز السفر بدون تأشيرة إلى أكثر من 200 دولة إضافة إلى العديد من المزايا الأخرى.

كما يُتيح جواز السفر الكاريبي لحامليه من المستثمرين الحصول على إعفاءات ضريبية متعدّدة؛ فليست هناك ضرائب مفروضة على الدخل أو الهدايا أو الميراث أو الثروة، كما يمكّنهم من إلحاق أبنائهم بأفضل المؤسسات التعليمية. ويُعدّ الحصول على هذا الجواز فرصة رائعة لأيّ مستثمر إفريقي يرغب في الوصول بسهولة إلى الأسواق العالمية.

أسباب أخرى

هناك العديد من الأسباب الأخرى التي جعلت من منطقة البحر الكاريبي وجهة مفضلة للأثرياء في جميع أنحاء العالم، ومن بين هذه الأسباب:

البيئة الآمنة

تتمتع جميع دول هذه المنطقة بمعدّل نمو اقتصادي مستقر يبلغ 5٪ سنويًا تقريبًا ويعتمد بشكل رئيسي على قطاع السياحة؛ وهو ما يجعل منها وجهة مثالية للمستثمرين.

السياسات الضريبية المرنة

لا تفرض دول منطقة البحر الكاريبي مثل “غرينادا – دومينيكا … الخ” على المستثمرين ضرائب على الدخل المكتسب من دول أجنبية أخرى أو على الممتلكات أو الهدايا أو الثروات أو الميراث. كما تُقدّم هذه الدول حوافز ضريبية للشركات لجذب المزيد من المستثمرين، بالإضافة إلى إعفاءات ضريبية على الواردات. ولا تضع هذه الدول حدًا معينًا لتدفقات رؤوس أموال المستثمرين أو أرباح مشاريعهم المرسلة إلى دولهم الأصلية؛ وهذه عروض جذابة بالفعل للمستثمرين.

نوعية الحياة الممتازة

تسمح برامج الحصول على الجنسية عن طريق الاستثمار في منطقة البحر الكاريبي للمستثمرين الاحتفاظ بجنسياتهم الأصلية. وتتميّز بعض دول هذه المنطقة، مثل غرينادا ، بانخفاض تكاليف المعيشة فيها، كما تُتيح هذه الدول للمستثمرين الحاصلين على جنسياتها الهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية باستخدام تأشيرة E2؛ والتي تُمكّنهم من تأسيس أعمال تجارية في الولايات المتحدة وتطويرها وإدارتها. وبالإضافة إلى ذلك، سيكون لزوجات المستثمرين الحق في الحصول على وظائف، كما سيتمكن أطفالهم من الذهاب إلى المدارس التي يختارونها في حال حصلوا علي تأشيرة الهجرة المذكورة.

الخلاصة

تُعدّ برامج الحصول على الجنسية عن طريق الاستثمار في منطقة البحر الكاريبي فرصة ممتازة للأثرياء الذين يرغبون في الحصول على فرص استثمارية أفضل؛ حيث تُطبّق دول هذه المنطقة سياسات أكثر شمولًا ورواجًا لجذب الاستثمار الأجنبي المباشر مقارنة بأيّ منطقة أخرى في العالم؛ وتُسهم هذه السياسات في استقرار النمو الاقتصادي لهذه الدول، وتوفير بيئة مثالية للمستثمرين؛ وهو ما يُفسر اهتمامهم الكبير بالاستثمار في هذه المنطقة.

Bookmark the permalink.