مع حلول نهاية عام 2021 من المتوقع ان يصل عدد مشتركي شبكات ال 5جي 5G – شبكات الجيل الخامس من الاتصالات – الى 580 مليون مشترك حول العالم. ولكن اذا ما وضعنا جانباً السرعات العالية كما نتوقع، ما الذي تعرفه عن تقنية 5G، وكيف تختلف عن 4G؟
مع تطور تقنيات الاتصالات وأدواتها ، بات توفير الوصول إلى الإنترنت من أبسط التقنيات التي نعرفها وتطوّر الأمر وصولاً إلى تشغيل البنى التحتية المعقّدة. فعلى سبيل المثال ، يتم ربط المدن الذكية وكل شيء فيها من خلال الهواتف الذكية والمنازل والسيارات وصولاً إلى حركة المرور وعمليات جمع القمامة وتنظيف الطرقات وانارتها … كل ذلك باستخدام تقنية إنترنت الأشياء (IoT) Internet of things.
ومع تزايد عدد الأجهزة وشيوع استعمال الهواتف والألواح الذكية وغيرها من المعدات المتوفر باتت البيانات منتشرة بكثافة وظهرت الحاجة الى أنظمة ضخمة معقدة وذكية لتعالج كمية “البيانات الكبيرة Big Data”، مما يتطلب مستويات أداء عالية واكثر جودة وسرعة للشبكات وخصوصاً شبكات الهواتف النقالة.
وتختلف متطلبات الاتصال وسرعتها بناءً على الهدف من استخدام الشبكة، حيث مثلاً يتطلب بث فيلم على التلفزيون أو الهاتف الذكي كمية وطريقة معلومات مختلفة عن تلك التي تتطلبها عملية التعامل مع سيارتك المتصلة بالانترنت مثلاً. مستويات الاتصال المختلفة والمتنوعة هذه، والتي تزداد يوماً بعد يوم، لا تتوفر دائمًا مع 4G وان توفرت فلن تكون الجودة مضمونة.
الى اليوم ووصولاً الى الجيل الرابع 4G، تعتمد التقنيات اللاسلكية من Bluetooth و WiFi إلى 3G و 4G LTE على أداء وسرعة أجهزة الإنترنت التي تتنقل من خلالها وعلى شبكاتها. ولكن الأمور مختلفة مع 5G التي تعتبر أسرع بمئة مرة، فمع وصول هذه التقنية سيكون بالامكان الحصول على سرعة 10 غيغابيت بالثانية (تخيلوا!) حيث يمكن لشبكات 5G توفير مستوى الأداء المطلوب لمجتمع متصل بشكل متزايد وبأعداد هائلة. مثلا، يستغرق تنزيل فيلم عالي الدقة عبر شبكة 4G حوالي 50 دقيقة كمعدّل، ولكن على شبكة 5G سيستغرق الأمر تسع دقائق فقط.
كما يمكن أن تؤدي طريقة تقسيم وترتيب شبكات ال 5G الى أن يصبح التعامل أفضل مع تخصيص الشبكة والسرعات والسعة والتغطية والتشفير والأمان عن طريق ربط كافة هذه الأمور بواسطة الشريحة بطريقة مباشرة. ولنفسر أكثر هذه النظرية: مثلما تحتوي كل شقة في المبنى على مفتاح محدد للسماح للأشخاص المصرح لهم فقط بالدخول ، ستعتمد كل شريحة “SIM” محددة ، تُعرف أيضًا باسم “sSIM” ، والتي سيتم تخزينها في شريحة 5G SIM الخاصة بك للسماح لك بالتعامل مع ملفك أينما كنت داخل هذه الشبكة الواسعة .
النقطة الأهم في تقنية 5G هي انعدام وقت الانتظار Latency (وهو الوقت الذي تتطلبه عملية بدء إرسال المعلومات وصولاً الى استلامها)، الذي ينخفض بشكل كبير مقارنة مع الجيل الرابع، فبالنسبة لشبكة 4G ، وقت Latency يتطلب 200 جزء بالألف من الثانية بينما مع 5G سيكون: 1 جزء بالألف من الثانية أي 200 مرة أسرع.
وسيعني ذلك أنه لو كنت في مكان بعيد حيث عادةً ما تكون إشارة 4G ضعيفة، فلن تشعر بالفرق مع شبكة 5G وستبقى تستمتع بسرعات عالية كما لو كنت في شقتك داخل المدينة.
وسيساعد استخدام شبكات 5G لإرسال المعلومات واستلامها بسرعة في تطوير خدمات وأجهزة جديدة ، لا سيما السيارات المتصلة والمعلومات من مركبة إلى أخرى بواسطة الأنظمة المعروفة أيضًا باسم V2X، وألعاب الواقع الافتراضي ، والعمليات الجراحية عن بُعد ، وبرامج الترجمة.
ومع تقنية 5جي سينتهي عهد اتصالات واي فاي التقليدية واتصالات الشبكات الخلوية كما نعرفها، بحيث ستتصل الأجهزة بتقنية 5جي أن آر، مما يعني عصراً جديداً من الأجهزة المتصلة دائما (بما في ذلك جيل جديد من الحواسيب المحمولة Laptop). ولن يكون عليك أن تبحث عن إشارة واي فاي لتتصل بالإنترنت عبر جهازك،بل أن الأجهزة ستبقى متصلة بغض النظر عن موقعك.
ولكن مع زيادة الفرص والتطوّر تأتي المخاطر المتزايدة دوماً، لذلك يجب أن يتم نشر شبكات 5G بمستوى صحيح من الأمان لتمكين الثقة بين المستخدمين ومزودي الخدمات وخدمات ما بعد البيع. وستشهد 5G انتشارًا أوسع لشبكات الهاتف المحمول الخاصة وزيادة الوصول إلى الشبكة من جانب موردي الطرف الثالث أي مزودي خدمات ما بعد البيع، وكل ذلك يزيد فرص المتسللين وسرقة المعلومات وتزوير البيانات…
لذلك ، دعا الاتحاد الأوروبي إلى إجراء حوار بين البائعين ومشغلي الشبكات والمنظمين لإيجاد وتنفيذ حلول للتخفيف من هذه المخاطر. وفي أعقاب اللائحة العامة لحماية البيانات (GDPR) للاتحاد الأوروبي ، والتي حددت نفسها كمرجع لحماية البيانات في جميع أنحاء العالم في عام 2018 ، يعد الاتحاد الأوروبي لائحة الخصوصية الإلكترونية (ePR) في هذا الصدد.
تهدف لائحة حماية البيانات العامة (GDPR) إلى حماية البيانات الشخصية ، ويركز السجل الإلكتروني لحماية البيانات بشكل خاص على خصوصية الأفراد من حيث صلتها بالاتصالات الإلكترونية.
يمكن تحقيق ذلك ، على سبيل المثال ، من خلال استخدام أسماء مستعارة (Aliasing) وتشفير البيانات الشخصية. وهنا ستلعب بطاقات 5G SIM دور الحامي لخصوصية المستخدم. لذلك، ستكون تقنية الجيل الخامس أكثر من مجرد إنترنت أسرع عبر الهاتف المحمول لأنها ستوفر مستويات اتصال جديدة وثقة معززة عبر نظام بيئي أوسع.
إيلي واكيم