بقلم أروناب مادهور، نائب الرئيس الإقليمي ورئيس الأعمال في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا في مجموعة “شيرإت” SHAREit
شهدت نماذج الأعمال خلال السنوات الـ 10 الماضية، قفزات كبيرة في نمو الأرباح بفضل استراتيجيات التسويق المرتكزة إلى حد كبير على التقنيات الناشئة. ومع ذلك، يكتسب التواصل الشفهي أهمية استثنائية في عالمنا، باعتباره الركيزة الأساسية لنمو الأعمال حتى يومنا هذا. ويشارك الناس عادة، مجموعة من الأفكار أو المحتوى أو الخبرات التي تعزز قيمهم أو إحساسهم بالإنتماء، وهو أمر جيد لبناء “علامتهم التجارية الشخصية”.
ويقوم المستهلكون الخبراء في مجال التكنولوجيا بمشاركة الألعاب أو المنتجات على الهواتف الذكية، حيث يقدرون قيمة الأشخاص المحيطين بهم ويهتمون بالحصول على دعم الأصدقاء والزملاء عبر مشاركة المحتوى الذي يتوافق مع رؤاهم وتطلعاتهم. وحدد عالم النفس وخبير التسويق النمساوي إرنست ديختر، العوامل الرئيسية التي تدفع الناس للتحدث عن العلامات التجارية والمنتجات، والتي تجسدت في الرغبة بالتركيز على المنتج (33%) والتركيز على أنفسهم (24%) باعتبارهما العنصرين الأساسيين في هذا الإطار. فعندما يروي المستهلكون قصصهم الشخصية، يركزون عادة على الأمور المهمة بالنسبة لهم والتي يرغبون بمشاركتها وتسليط الضوء عليها قدر الإمكان.
وتعتبر دوائر الأصدقاء وأفراد العائلة من أهم المصادر التسويقية، نظراً لدورهم في الترويج للمنتجات والتوصية باستخدامها. ووفقاً لمؤسسة “Kantar Media”، يثق 93% من الأشخاص في التوصيات التي يقدمها لهم الأصدقاء وأفراد العائلة كمصدر موثوق للحصول على المعلومات والآراء ذات الصلة بعلامة تجارية معينة. من ناحية أخرى، تظهر الأبحاث التي أجرتها “Ogilvy” أن 74% من المستهلكين يعتمدون على التواصل الشفهي، باعتباره العامل الأساسي الذي يدفعهم لاتخاذ قرار شراء منتج ما أو خدمة معينة. ورغم الدور الاستثنائي لوسائل التواصل الاجتماعي في تسهيل المحادثات بين الأشخاص حول المنتجات والخدمات، إلا أن التسويق الشفهي الحقيقي يحدث في العالمين الواقعي والرقمي على حد سواء.
ويتفاعل المستهلكون عبر القنوات الرقمية أو باستخدام الأجهزة المتنقلة على نحو غير مسبوق، ما أدى إلى مشاركة كميات هائلة من المحتوى عبر منصات التطبيقات مثل “شيرإت SHAREit”، وهي منصة لمشاركة المحتوى من نظير إلى نظير، وتشمل هذه المشاركات مجموعة لا حصر لها من الملفات ومقاطع الفيديو والألعاب. وتتزايد شعبية التطبيق بفضل التوصيات الشفهية بين المستخدمين، والتي باتت وسيلة فعالة لتعزيز نمو العلامات التجارية، عبر توسيع شرائح المستخدمين ذوي القيمة العالية في الأسواق الناشئة.
ويعتمد التسويق بالدرجة الأولى على التفاعل بين الناس. ويتوجب على الشركات الهادفة لتبني نهج التسويق الحقيقي والناجح، ضرورة ربط خططها التسويقية الاستراتيجية بخارطة طريق للمنتجات يمكن نشرها عبر مجموعات كبيرة من الناس. وساهمت منصة “شيرإت” عبر توفير نموذج التوصية المميز للمؤثرين، في توسيع شرائح المستخدمين من ذوي القيمة العالية، الأمر الذي تجسد في زيادة المشتريات على منصات التجارة الإلكترونية باستخدام التطبيق.
وتجري المعاملات حالياً على منصات التواصل الاجتماعي. كما تعتبر المشاركة المحرك الرئيسي للتجارة عبر قنوات الإعلام الاجتماعي، وذلك على المستويين الرقمي والواقعي، حيث يعتمد هذا النوع من التجارة بالدرجة الأولى على تفاعلات مستخدمي المنصات الاجتماعية والتواصل الشفهي.
وترتكز التفاعلات عبر الإنترنت بشكل أساسي على العلاقات القائمة في الواقع الحقيقي، بغض النظر عن أنماط هذه التفاعلات والتي تشمل التوصيات باستخدام منتج معين، أو مشاركة أفضل الأسعار أو حتى مشاركة قسائم الخصومات مع الأصدقاء وأفراد العائلة. وتعتبر توصيات دائرة المعارف والأصدقاء، والمعروفة أيضاً بمفهوم التواصل الشفهي، أساسية للارتقاء بمستويات الثقة وتسهيل عمليات التداول بين التجار والعملاء.
وبحسب الدراسات التي أجراها خبير التسويق جونا بيرغر، من الممكن تعزيز أطر التسويق الشفهي عبر الارتكاز على عاملين رئيسيين، يتمثلان في العملة الاجتماعية والمحفزات. وتعتمد العملة الاجتماعية على فكرة التفرد – الحصول على معلومات حصرية من نظير أو استكشاف لعبة فريدة من نوعها أو التعرف على مطعم صغير يلبي حاجة المستهلكين الذين ينتمون إلى مجموعة معينة. بينما تعتبر المحفزات بمثابة آلية اجتماعية طبيعية تذكرنا بعلامة تجارية ما أو منتج محدد، حتى بدون إعلانات. من هنا، يمكن اعتبار التواصل الشفهي بمثابة وسيلة مناسبة لتحسين استراتيجيات مشاركة العملاء الحالية.
وسيستمر التسويق الشفهي في تسريع مستويات النمو الإجمالي، نظراً لدوره في توسيع شرائح المستخدمين، وزيادة نطاق التوصيات التي يقدمونها والاحتفاظ بهم لأطول فترة ممكنة، والتي تصفها العلامات التجارية بمصطلحات “تفاعلات المستخدم” و”تجارب المستخدم”. ويتمثل المفهوم الأساسي الذي ترتكز عليه منصة “شيرإت” في تسليط الضوء على أهمية مبدأ المشاركة في تعزيز هذا التوجه الاجتماعي الأساسي للمساهمة في دفع نمو العلامة التجارية عبر تفاعلات المستهلكين، ما يؤكد قدرة العلامات التجارية على الاستثمار في التسويق الشفهي لتأسيس بيئة مشاركة حقيقية وهادفة تعتمد على عدد كبير من المستخدمين. وختاماً، سيشهد المستقبل دوراً متنامياً للعملاء في حماية العلامات التجارية، ارتكازاً على مفاهيم الموثوقية والاتصالات الهادفة بدلاً من التقنيات الناشئة.