يعد تحسين صحة الفرد أولوية قصوى في هذا الوقت من العام، وهذا يعني تحسين استخدامنا للإنترنت بشكل دائم. كأصدقاء وأسر وزملاء يتطلعون إلى إعادة التواصل في عام 2022، أطلق برنامج الاتزان الرقمي “سينك”، تقرير يحلل التطورات العالمية في عادات استخدام الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي. كما يعطي البرنامج الأولوية للبحث في تأثير الاستخدام المفرط للتقنية على الشباب؛ حيث يزعم 58% من الشباب أنهم يقضون وقتًا أطول على الإنترنت يرغبون فيه
صرح عبدالله الراشد مدير مركز إثراء قائلًا: “تثبت أبحاث البرنامج بالتعاون مع مؤسّسة بيرسون كون وولف و ” بي أس بي” أحد أكبر التناقضات في المجتمع الحديث: الفوائد والآثار الضارة المحتملة لاعتمادنا المتزايد على وسائل التواصل الاجتماعي. لن يتأثر أي جيل بشكل أكبر من أولئك الذين نشأوا باستخدام هذه التقنية، مع التأثيرات المحتملة على مستقبل البشرية غير المعروف حتى الآن. ومن أجل المساعدة في معالجة هذه الظاهرة، ندخل في شراكات مع جامعات رائدة في تطوير حلول لتعزيز الاتزان الرقمي عالميًا “.
صرح الدكتور مارك غريفيث، أستاذ متميز في الإدمان السلوكي في جامعة جامعة نوتنجهام ترنت في المملكة المتحدة: “يستعرض أحدث تقرير من “سينك” مزايا وعيوب زيادة الوقت الذي يقضى على الإنترنت في جميع أنحاء العالم. وعلى الرغم من أن الإيجابيات تفوق السلبيات، لا سيما فيما يتعلق بالاتصال الاجتماعي، يسلط التقرير الضوء على الطبيعة المشتتة للتقنيات الجديدة وكيف يمكن أن يؤثر استخدام التقنية في الأنشطة المهمة الأخرى بما في ذلك الواجبات التعليمية والمهنية. لقد كنت أدرس “الإدمان التقني” لمدة 30 عامًا، وبينما لا يفحص التقرير إدمان التقنية من منظور إكلينيكي، فإنه يقدم بالتأكيد دليلًا على أن عالم الإنترنت يمكن أن يكون مشكلة بالنسبة للأقلية، حتى لو لم يكن على مستوى حالة تم تشخيصها سريريًا”.
توضح النتائج القلق المتزايد بين الشباب
توضح أول ورقة عمل بحثية لبرنامج سينك (التقرير العالمي للاتزان الرقمي 2021)، مدى ترسخ وسائل الإعلام الجديدة في عادات التواصل لدى الشباب، ولا سيما بعد جائحة كوفيد-19:
– يزعم ثلثا المستطلعين من الجيل الذي يلي جيل الألفية (وتبلغ نسبتهم 58%) أنهم يقضون وقتًا أطول على الإنترنت مما يرغبون فيه، مما يسلط الضوء على الآثار الضارة المحتملة على الصحة البدنية والعقلية.
– يعبر أكثر من النصف (54%) من الشباب عن صعوبة تركيزهم خلال أداء المهام اليومية بسبب التقنية.
– وتعبر الغالبية العظمى (69%) من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18-24 عامًا إنهم يستخدمون تطبيقات المراسلة الآن أكثر من ما قبل الجائحة، مما قد يصعب الرجوع إلى الاتصال المباشر مع انحسار التأثير.
ويستطرد الدكتور غريفيث التفكير في البحث قائلًا: “يقدم التقرير تصورات مثيرة للاهتمام للغاية لاستخدام التقنية مع اعتقاد الغالبية أن الإدمان على الإنترنت هو حالة طبية وأن بعض أنواع التقنية، كالهواتف الذكية، مصممة لتسبب الإدمان حتى بين كبار السن. وبصفتي باحثًا، كان من دواعي سروري أيضًا أن أرى أن أكثر من 40% من العامة يعتقدون أن الحكومة يجب أن تمول الدراسات التي تركز على الإدمان التقني وأن الغالبية تعتقد أنه يجب أن يكون هناك المزيد من الموارد لعلاج مثل هذه الإدمان. كما يعتقد ثلاثة أرباع المستطلعين أن حكوماتهم يجب أن تفعل المزيد لتوفير رعاية عالية الجودة وبأسعار معقولة للإدمان على الإنترنت. تشير هذه النتائج إلى أن مفهوم الإدمان على الإنترنت قد تغلغل في الوعي العام”.
شراكات بحثية جديدة
يكشف برنامج “سينك” من إثراء بعد هذا التقرير الأولي، مشاريع جديدة لدراسة تأثير الاستخدام المفرط للإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي على الشباب. أولها تعاون مع جامعة ميلانو ـ بيكوكا.
سيتبع تعاون “سينك” مع مركز أبحاث الاتزان الرقمي بجامعة ميلانو ـ بيكوكا (Digital Wellbeing Research Center at University of Milano-Bicocca) نهجًا كليًا جديدًا لدراسة علاقة طلاب الجامعات بهواتفهم الذكية، بما في ذلك التأثير على التركيز والقلق في السياقات الاجتماعية المختلفة.
ويصرح ماركو جوي، مدير المركز، قائلًا: “لدى كل طالب جامعي اليوم هاتفًا ذكيًا، ولم يكن توفير الاتصال للأجيال السابقة سوى حلم. ولكن، ما الثمن الذي يدفعه مقابل هذا؟ إننا ممتنون للتعاون مع برنامج سينك للتحقيق في الآثار المفيدة والضارة المحتملة لهذه الظاهرة “.
قمة سينك العالمية للاتزان الرقمي
ستُعقد أول قمة للاتزان الرقمي لمبادرة سينك في منتصف 2022، حيث ستجمع قادة الفكر والمؤسسات والمؤثرين العالميين والجمهور لزيادة الوعي بمفهوم الاتزان الرقمي وتطوير أفكار جديدة لحماية مستخدمي التقنية في جميع أنحاء العالم. لمعرفة المزيد، تفضل بزيارة sync.ithra.com .