لا يمكن الحديث عن قطاع الأعمال في دولة الإمارات دون ذكر المغفور له بإذن الله عيسى صالح القرق، رائد الأعمال الملهم وصاحب الرؤية التي أسهمت في وضع الأسس الأولى لنشأة دولة الإمارات العربية المتحدة باعتباره أحد أعضاء مجلس إمارات الساحل المتصالح.
انطلقت رحلة المغفور له قبل أكثر من ستة عقود في قطاع الأعمال متسلحاً بالخبرة والمعرفة والرؤية الاستراتيجية، وهي القيم التي مهّدت الطريق لتأسيس مجموعة عيسى صالح القرق وأرست دعائم نجاحها ونموها حتى باتت أحد أبرز مجموعات الأعمال في قطاعات البيع بالتجزئة والإنشاءات والصناعة والعقارات. وعلى مدى هذه المسيرة، كان حرص المغفور له عيسى صالح القرق على ضمان التميّز التشغيلي المحرك الدافع لنجاحات المجموعة وشراكاتها الطموحة التي أثمرت عن إطلاق “القرق يونيليفر”، و”سيمينز”، و”القرق فوسروك”، و”القرق سمولان”، و”أكزونوبل لدهانات الديكور” و”سيمينز للرعاية الصحية” و”سيمينز للنقل”.
وعلاوةً على نشاطه في قطاع الأعمال، كان للمغفور له بصمةٌ مهمة في تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة، باعتباره أحد أعضاء لجنة المداولات في مكتب تطوير إمارات الساحل المتصالح. وفي عام 1971، عيّن المغفور له في منصب المدير التنفيذي لمجلس تطوير إمارات الساحل المتصالح.
كما وشغل المغفور له عيسى صالح القرق منصب سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى المملكة المتحدة وجمهورية إيرلندا بين عام 1991 و2009. وحصل على وسام الامتياز للإمبراطورية البريطانية برتبة قائد عام 1990، فيما كرّمه الأب المؤسس للدولة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان عام 1997، حيث قلّده وسام زايد الثاني، أرفع وسام مدني في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وإلى جانب مساهماته المهمة في تطوّر الدولة ونموها، لعب عيسى صالح القرق دوراً محورياً في العمل الخيري في الدولة، حيث شارك في العديد من الأنشطة الخيرية على مدى عدّة عقود، واعتبر أن انشاء مؤسسة عيسى صالح القرق الخيرية هو أفضل قرار اتخذه. وتأسست المؤسسة عام 2010 بقرارٍ من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، حيث تم تمويل المؤسسة من الأموال الخاصة للمؤسس وعقاراته.
وإذ ينتقل عيسى صالح القرق إلى جوار ربه، فإنه يترك من بعده بصمةً لن تُنسى في قطاع الأعمال في الدولة وذكرى طيبة في نفوس كل من عرفه ومن وصلتهم يده البيضاء، والطلبة الذين استفادوا من المنح الدراسية لمواصلة تعليمهم في المؤسسات التعليمية المدعومة من عائلة القرق.