شهد برنامج “عطاء السيتي” التابع لنادي مانشستر سيتي، والمقام بالشراكة مع الاتحاد للطيران، توجه ستة من القادة الشباب لزيارة دولة الإمارات، بهدف المشاركة والتفاعل مع المجتمعات المحلية في الدولة، ضمن تجربة ريادية غنية بالمعلومات القيمة.
توجه القادة الشباب الذين اختيروا على أساس تفانيهم والتزامهم باعتبارهم قادة في مجتمعاتهم المحلية عن طريق توظيف رياضة كرة القدم لتكون وسيلة للتطوير المجتمعي، إلى أبوظبي لخوض تجربة فريدة تتضمن حصصاً تدريبية لتنمية مهاراتهم القيادية، تحت إشراف نخبة من المدربين في المقر الرئيسي لشركة الاتحاد للطيران، وجولة تعريفية بثقافة دولة الإمارات العريقة وما تتمتع به من معالم ثقافية ووجهات سياحية رائدة، منها قصر الإمارات وإكسبو 2020 دبي.
أعربت كل من زهرة من مانشستر، وميندي من كوالالمبور، وميشيل من مكسيكو سيتي عن سعادتهن لخوض غمار هذه الرحلة المميزة إلى دولة الإمارات، والتي كانت بمثابة احتفال عالمي يجسد المعنى الحقيقي لدور كرة القدم وتأثيره على المجتمعات.
وحول زيارتها، قالت زهرة، إحدى القادة الشباب والمدربة لدى برنامج السيتي في المجتمع: “كانت رحلة مميزة إلى دولة الإمارات. تمكننا من مشاهدة أبرز المعالم الثقافية والوجهات السياحية المميزة التي تزخر بها الدولة، مثل قصر الإمارات وإكسبو 2020 دبي ومسجد الشيخ زايد، فضلاً عن التعرف على عادات وتقاليد المجتمع المحلي الأصيلة، فقد حظينا على اهتمام واحترام كبير في كل مكان قصدناه، ولمسنا شغفهم للتعرف على ثقافات العالم المختلفة”.
وأضافت: “كل ما شهدناه هناك من مجتمعات وثقافات وخلفيات تتوحد وتجتمع معاً بطريقة مثالية وتحت مظلة واحدة، ونحن كقادة الشباب أيضاً ننتمي إلى خلفيات مختلفة، لكننا نسعى للوصول إلى هدف واحد، يتمثل في نقل هذه التجربة إلى مجتمعاتنا والعمل على إحداث أثر إيجابي ملحوظ”.
بدورها، قالت ميندي، من مؤسسة “ديجنيتي فور تشيلدرين” الخيرية، شريك عطاء السيتي في مدينة كوالالمبور: “هذه هي رحلتي الأولى خارج بلدي. كانت تجربة رائعة، وأتطلع بغاية الشوق للحديث مع أصدقائي وأفراد المجتمع، لمشاركتهم اللحظات الرائعة التي قضيتها في الإمارات، وأخبرهم عن الأماكن المميزة التي زرتها. كان تواجدي ضمن تلك الأجواء الرائعة في إكسبو 2020 دبي أمراً غاية في الروعة. إنها فرصة نادرة للقاء الثقافات والحضارات المختلفة في مكان واحد”.
وأضافت: “ساهمت الرحلة بصقل مهاراتي المهنية والشخصية على حد سواء، وشكلت فرصة لتطوير خبرتي في التواصل والعمل الجماعي واتخاذ القرارات الصحيحة. نحن بدورنا نستخدم كرة القدم لتكون وسيلة للتواصل في مشروعنا المجتمعي، فلكل شخص الحق في اللعب في مكان آمن، وبالتالي يمكن لكرة القدم أن تغير حياة الكثير من الأشخاص”.
يتميز برنامج “عطاء السيتي” التابع لنادي مانشستر سيتي بشبكة مشاريع مجتمعية عالمية، مستقطباً ما يزيد على 1000 شخص من القادة الشباب في أكثر من 25 مدينة حول العالم. وقد شهد تحدي القيادة هذا العام اختيار لجنة تحكيم ثلاث مشاريع مميزة، قدمها مجموعة من القادة الشباب، لينالوا فرصة السفر، بعدما نجحوا في عرض مهاراتهم القيادية الرائعة المتمثلة في استخدام كرة القدم وسيلة لتخطي الحواجز الثقافية وتشجيع تبادل المعرفة بين مجتمعاتهم المحلية.
عبرت ميشيل، التي تدير مشروع عطاء السيتي في مدينة المكسيك بالتعاون مع مؤسسة لوف.فوتبول الخيرية، عن مدى شغف القادة الشباب بكرة القدم وتأثرهم به، بقولها: “شكلت كرة القدم العنصر الأساسي في حياتي منذ طفولتي، فجميع أفراد عائلتي يعشقون كرة القدم. تمنحك كرة القدم الشعور بأهمية المشاركة والعمل الجماعي للوصول إلى حلمك، وقد ساهم برنامج عطاء السيتي في تغير حياة الناس، ومنحهم آفاق واسعة لأحلامهم، تجسيداً لأهمية التعاون، والمشاركة، وغرسها في النفوس منذ الصغر. أشعر بالسعادة عند مشاهدة فرحة الأطفال وهم يلعبون كرة القدم ويسلجون أهدافاً”.
وأضافت: “أصبحت كرة القدم طريقة مثالية للتواصل والتعرف إلى ثقافات جديدة. كانت مشاركتي في قمة القادة الشباب، المرة الأولى التي أسافر بها خارجاً. راودتني بعض الشكوك حول عدم قدرتي على تقديم حصص تدريبية للأطفال، لكنني حظيت بدعم رائع من مدربي السيتي خلال الرحلة، الأمر الذي منحني الثقة بنفسي على التحدث والتواصل. أدركت بعد ذلك دور كرة القدم في تعزيز التواصل، رغم أن الجميع يتحدث لغات مختلفة. القيادة والشغف الذي أظهره لنا مدربو السيتي هو ما سنعيده لمجتمعاتنا. لقد كانت تجربة لا تُنسى”.
تمكن القادة الشباب من تقديم دورات تدريبية في مدارس السيتي لكرة القدم، للشباب المحليين، خلال زيارتهم لأبوظبي، حيث نقلوا معارفهم المكتسبة من رحلاتهم وخبراتهم الثقافية عبر الإمارات إلى أرض الملعب.
شاركت ميشيل وميندي وزهرة قصة نجاحهن في تخطي حواجز اللغة على مدار أسبوع حافل بالعلم والمعرفة.
قالت ميندي: “عند زياتي لمدارس السيتي، لاحظت مدى شغف المدربين واللاعبين، وتعلقهم بكرة القدم. تجسد هذا الشعور والشغف بوضوح على أرض الملعب. من الرائع أن ترى تأثير كرة القدم في تعزيز التواصل بين اللاعبين الذين كانوا يلعبون وكأنهم جسد واحد. سأعيد سرد تلك الذكريات بتفاصيلها في جلساتي لأبناء بلدي”.
وقالت ميشيل: “يدير المدربون الجلسات والحصص التدريبية هنا بطريقة احترافية ومميزة للغاية، تعلمت منهم الكثير. كل شيء منظم هنا والجلسات مُعدة جيداً حتى تغطي عبر كافة النقاط المطلوبة في جلسة. الإدارة الجيدة للجلسة تمثل مفتاح النجاح لتقديم جلسة تدريبية مميزة. ورغم حاجز اللغة، وجدنا طرقاً أخرى للتواصل وتحقيق الهدف المنشود، سواء من خلال الإشارات أو الضحك مع بعضنا”.
لاحظت زهرة أن القيادة “داخل الملعب وخارجه” شكلت عاملاً مهماً تعلمته في زيارتها لأبوظبي، حيث قالت: “كنا محظوظين بالحصول على فرصة لزيارة مدارس السيتي لكرة القدم وحضور مجموعة من الحصص الرائعة والمفيدة، إضافة إلى حضور ورشة عمل في مقر الاتحاد للطيران. كان علينا أن نرى كيف يمكننا أن نكون قادة حقيقيين من خلال تقديم نصائح ومعلومات قيمة للأجيال القادمة، وتوظيف كرة القدم باعتبارها وسيلةً للإلهام”.
وأضافت: “لا يقتصر الأمر على تقديم الأداء في الملاعب، وإنما يمتد لينعكس على مختلف الجوانب الاجتماعية، والصحة الذهنية، وما تعود عليه كرة القدم بالفائدة على اللاعبين والمدربين. تزيد كرة القدم مستوى الوعي لدى اللاعبين وتنمي مهاراتهم في التواصل خلال حياتهم اليومية. إنها عوامل مهمة بالنسبة لنا كقادة شبان، وعلينا توضيح كيف نحول رياضة كرة القدم إلى منصة لتوفير الفرص وتطوير المستقبل، خلال جلساتنا لإلهام الجيل القادم”.