أصدرت كاليسون آر تي كيه إل، شركة الاستشارات العالمية المتخصصة في مجالات الهندسة المعمارية والتخطيط والتصميم، تقريرها الرائد في القطاع حول المنح متناهية الصغر، والتي ألقت فيه الضوء على أهمية إعادة تصميم متاجر التجزئة في المنطقة لتلبية الإقبال المُتزايد على التجارة الإلكترونية.
تشهد سوق التجارة الإلكترونية في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي ازدهاراً بوتيرة متسارعة، حيث يتقدم 64% من المستهلكين في المنطقة بطلبات شراء عبر الإنترنت مرة في الأسبوع على الأقل بالمقارنة مع 40% على المستوى العالمي.[1]كما توقعت يورومونيتور أن يحقق سوق التجزئة عبر الأجهزة المحمولة في دولة الإمارات نمواً بمُعدل نمو سنوي مُركّب عند 18.9% حتى عام 2025.[2]
وأشار تقرير كاليسون آر تي كيه إل أيضاً إلى أنّ المستهلكين يتصفّحون المنتجات عبر الإنترنت لكي يتم توصيلها إلى منازلهم أو لاستلامها من مكان قريب، لا سيّما مع التطورات الحاصلة في هندسة برمجيات منصات توصيل الطلبات الإلكترونية وفي مجالي البنية التحتية الحضرية والخدمات اللوجستية، والتي عزّزت من كفاءة عمليات التوصيل وسرعتها، بالتزامن مع ارتفاع الإقبال على التسوق الإلكتروني نتيجة الأزمة الصحية العالمية.
وتعليقاً على هذا الموضوع، قال بول فيرث، شريك أول لدى شركة كاليسون آر تي كيه إل: “تمتلك المنطقة جميع العوامل الضرورية لاعتماد حلول التوصيل إلى الوجهات النهائية، بفضل التوسع الحضري المتسارع والبنية التحتية الطرقية المتميزة في مُحيط متاجر البيع بالتجزئة. وفي ضوء انتقال مراكز التسوق نحو توفير تجارب تسوق هجينة، يُمكن تخصيص بعض المساحات فيها كمراكز للمبيعات الإلكترونية مع التركيز أكثر على المرونة، حيث تكتسب الصحة والعافية أهمية متزايدة. وتعمل كاليسون آر تي كيه إل على إعادة صياغة مفهوم الاستخدام المتعدد من خلال تحسين أداء منشآت البيع بالتجزئة بتعزيز إمكانية الوصول إلى التقنيات المستقبلية، مثل طائرات الدرون. كما نُؤكد على التزامنا بالتصاميم الصديقة للكوكب وتعزيز التواصل، وذلك بتنفيذ حلول التوصيل للمستخدم النهائي المبتكرة التي تلعب دوراً مهماً في تقديم تجربة تسوّق سهلة ومريحة”.
وتشمل أبرز العوامل التي تعزز نمو تقنيات التوصيل للمستخدم النهائي ما يلي:
البيئة الحضرية
يعيش أكثر من نصف السكان اليوم في المناطق الحضرية، حيث يزداد عدد سكان المناطق الحضرية بنحو 1.5 مليون نسمة أسبوعياً في جميع أنحاء العالم[3]. وتعمل الشركات على مواكبة هذا الانتقال نحو المناطق الحضرية في العالم من خلال تغيير طرق استهلاك العملاء للسلع وتفاعلهم مع تجربة التسوق عبر الإنترنت بهدف تعزيز مستويات النمو. وتُعد عملية التوصيل إلى المستخدم النهائي أكثر الخطوات تكلفة وتعقيداً في سلسلة إمدادات التوصيل ضمن البنى التحتية الحضرية، حيث تشمل الخيارات المُتاحة حالياً عمال التوصيل بالدراجات والروبوتات والمركبات الأرضية ذاتية القيادة وطائرات الدرون. ويُسرّع اعتماد الروبوتات من عملية التوصيل، ما يُفسح المجال أمام قدر أكبر من المرونة والموثوقية من حيث طرق توصيل البضائع بواسطة الأنظمة الذكية المتكاملة.
إعادة تصميم متاجر التجزئة
توفر التعديلات في تصاميم متاجر التجزئة وأنظمة التوصيل، لا سيما التي تدعم الطلبات الرقمية، العديد من المزايا للمستهلكين من حيث الطريقة التي يختبرون فيها تجربة المتاجر التقليدية. وتتزايد أعداد الشركات التي تُعيد تصميم المساحات المفتوحة أمام العملاء لتُحولها إلى “غرف مُعززة”، وذلك باستخدام التكنولوجيا والبيانات الواردة من الطلبات الإلكترونية.
ويمنح دمج الأنظمة المؤتمتة في المناطق المُغلقة من المتاجر، تجار التجزئة فرصة قضاء وقت أطول مع العملاء الذين يزورون المتجر. وتقوم متاجر التجزئة بتحقيق مبيعات أكبر وتصميم سلع مخصصة بحسب تفضيلات العملاء بالاستفادة من توجهات التسوق الإلكتروني، لا سيما مع ازدياد سهولة وسُرعة عمليات الاستلام والتوصيل بفضل مراكز التوزيع المُصغّرة.
الخدمات اللوجستية في قطاع التجارة الإلكترونية
تبرز الحاجة إلى إعادة تصميم البنية التحتية والمناطق الحضرية الحالية، مثل تصاميم الأرصفة، مع ظهور التقنيات الحديثة في مجال الخدمات اللوجستية، مثل المركبات ذاتية القيادة وطائرات الدرون. ويُمكن للشركات، باستخدام منصة ذكية لإدارة الخدمات اللوجستية، أن تحد من تكاليف عمليات التوصيل للمستخدم النهائي بنسبة 14% وزيادة عمليات التوصيل بأكثر من 13% لكل سائق[4].
يزداد وعي المتسوقين في الشرق الأوسط بقضايا الاستدامة بشكل مطرد، حيث أصبح 83% من سكان الإمارات يدركون أهمية الحد من بصمتهم البيئية وتأثيرات خياراتهم الشرائية على كوكبنا.[5] ويُسهم طرح التقنيات الجديدة واتساع نطاق اعتمادها في منطقة الشرق الأوسط إلى تسريع عمليات توصيل الطلبات وتحسين إمكانات التتبع الذكي لتعزيز الاستدامة، بالتزامن مع اتجاه العديد من القطاعات نحو تطوير إمكاناتها في مجال الحد من الانبعاثات الكربونية.
منافذ التوصيل بطائرات الدرون
طورت كاليسون آر تي كيه إل مفهوم منافذ التوصيل بطائرات الدرون في إطار تصوُّرها الاستشرافي لمراكز التسوق المستقبلية، وذلك بهدف تسريع عمليات التوصيل إلى المستخدم النهائي وتعزيز كفاءتها، مما يحد من استهلاك الطاقة ويزيد نطاق عمليات التوصيل. ويُمكن لمهبط طائرات الدرون المؤتمت أن يستقبل طائرات الدرون بمختلف الأحجام، ويضم مساحة لتخزين البضائع تحت الأرض، ليتم نقلها للطابق العُلوي لاحقاً من خلال ناقل عمودي لتحميل طائرة الدرون لتنطلق في عملية التوزيع.
ويتكون منفذ التوصيل بطائرات الدرون من دعامة مُقوّسة تسند الجزء العلوي من البرج بدلاً من الهيكل العمودي التقليدي، ما يجعلها أخف وأكثر فعالية من الناحية الهيكلية، ما يحدُّ بشكل كبير من الحاجة إلى التدخل البشري ويُوفر بيئة عمل آمنة. ويُمكن الوصول إلى مراكز التسوق في منطقة الشرق الأوسط من خلال الطرقات السريعة، ويمكن لها أن توفر لمتاجر التجزئة الإلكترونية إمكانية تعديل المساحات لتتلاءم مع عمليات التوزيع باستخدام طائرات الدرون بالاستفادة من التطورات التكنولوجية في هذا المجال.
لمزيد من المعلومات،: الموقع الإلكتروني.