بما أن الفترة الراهنة ليست توقيتاً مثالياً لركوب السيارة والانطلاق في رحلة غير ضرورية، يمكنكم اغتنام هذه الفترة لقضاء أوقات ممتعة برفقة أفراد الأسرة ومشاهدة الأفلام التي لعبت فيها موستانغ دور البطولة.
تحولت فورد موستانغ إلى رمز للأداء الخارق واختارها العديد من الأبطال لمواجهة خصومهم وترسيخ أركان العدالة، كما يقودها المتمردون وعشاق المثاليات والنخبة والسائقون الذين يتقنون الوصول بها إلى أقصى قدراتها الاستثنائية.
وبهذه المناسبة، أعددنا لكم قائمة تضم أبرز ستة أفلام ظهرت فيها موستانغ بين الشخصيات الرئيسية، بل كانت في بعضها بطل التشويق والإثارة بنفسها.
جيمس بوند (James Bond) : “الأصبع الذهبي” (Goldfinger)(1964)؛ “كرة الرعد” (Thunderball) (1965)؛ “الألماس يبقى للأبد” (Diamonds Are Forever) (1971) صحيح أن اسم الجاسوس البريطاني الشهير ليس على ارتباط وثيق باسم فورد، إلا أن سيارات فورد وأبرزها موستانغ لعبت العديد من أدوار البطولة في أفلامه.
ورغم أن موستانغ ظهرت في آلاف الأفلام والبرامج التلفزيونية، إلا أن ظهورها الأول كان في فيلم “الأصبع الذهبي”، وفيه تلاقي موستانغ طراز 1964 التي يقودها تيلي ماستيرسن نهاية مؤسفة.
تألق جيمس بوند بصورة أبهى عندما استقل سيارة موستانغ 1965 في فيلم “كرة الرعد” في جزر الباهامس.
وبعد عدة سنوات، وصل بوند بسيارة موستانغ ماك 1 طراز 1971 إلى أقصى مستويات الأداء عندما استخدمها كسيارة هروب استثنائية خاضت مشهد مطاردة لا ينسى في أنحاء لاس فيجاس، حيث تمكن رجل المخاطر الأسطوري بيل هيكمان من قيادتها عبر زقاق ضيّق على عجلتين.
بوليت (Bullitt) (1968)
يرى الكثيرون أن فيلم بوليت من بطولة ستيف ماكوين يعد أفضل أفلام السيارات على الإطلاق. فقد شهد الفيلم مطاردة استمرت لمدة 11 دقيقة في سيارة “موستانغ جي تي فاست باك هاي لاند جرين” طراز 1986 في مشاهد ملحمية عبر شوارع سان فرانسيسكو المتعرجة.
وبعد غيابها لسنوات عديدة عن الطرقات (حاول ستيف ماكوين خلالها شراء السيارة ولكن جهوده منيت بالفشل)، تم بيع السيارة الأصلية في المزاد في أوائل عام 2020 مقابل 3.74 مليون دولار. ويمكنكم مشاهدة لقطات السيارة الأصلية في الفيديوهات التالية:
وفي بداية الأمر، كان من المفترض تسجيل المطاردة الشهيرة، التي استمرت لمدة 10 دقائق و 53 ثانية وإضافة مؤثرات الصوتية على المشاهد، لكن مؤلف الموسيقى التصويرية لالو شيفرين اقترح عدم إضافة أي موسيقى مشيراً إلى أن صوت محرك موستانغ كان قوياً بما يكفي.
وعلى مر السنين، شكّل الفيلم مصدر إلهام للعديد من طرازات بوليت موستانغ، بما في ذلك طرازات 2001 و2008 و2019.
رحل في ستين ثانية (Gone in 60 Seconds) (1974، 2000)
لربما كان فيلم “رحل في 60 ثانية” أحد أكثر الانتاجات السينمائية تهوراً (يقال أن أكثر من 100 مركبة تم تدميرها أو إتلافها أثناء التصوير) وقد ظهرت سيارة فورد موستانغ “سبورتس روف” طراز عام 1971 في النسخة الأصلية من الفيلم باسم “إليانور”.
ودون أن نكشف عن القصة، شهد الفيلم واحدة من القفزات الهائلة لسيارة موستانغ، حلّقت فيها على ارتفاع30 قدماً في الهواء بقفزة بلغ مداها 128 قدماً، وقد عانى المخرج والنجم إتش بي هاليكي من مشاكل في العمود الفقري بعد الهبوط، لكن السيارة بقيت بحال أفضل.
وفي نسخة العام 2000 من الفيلم من بطولة النجمين نيكولاس كيج وأنجيلينا جولي، لعبت سيارة شيلبي جي تي 500 طراز عام 1967 دور “إليانور”.
ولإنتاج هذا الفيلم، أصدرت فورد 7 نسخ متطابقة من السيارة، تحطمت خمسة منها خلال تصوير الفيلم، فيما كانت السيارتين الباقيتين من نصيب بطل الفيلم والمنتج التنفيذي.
ويواظب كيج الذي قام بتنفيذ معظم مشاهد القيادة الخطرة خلال الفيلم، على الخروج بسيارته بانتظام، يقال أن المنتج الشهير جيري بروكهيمر يخشى قيادة نسخته منها.
“نييد فور سبيد” (Need For Speed) (2014)
يبدو الدور الذي لعبه آرون بول في فيلم “نييد فور سبيد” مختلفاً كلياً عما قدمه بدور المجرم الخطير في مسلسل “بريكنج باد”، حيث يلعب دور شخص خرج من السجن للتو ويسعى للانتقام.
يستند الفيلم إلى سلسلة ألعاب الفيديو الشهيرة التي تحمل الاسم نفسه، وكان بحاجة إلى سيارة خارقة أيضاً ينطلق بها بطل الفيلم لتحقيق أهدافه في تبرئة ساحته، وهل من سيارة أفضل للعب ذلك الدور؟.
ظهرت موستانغ في الفيلم بطراز “شيلبي جي تي 500 سوبر سنايك” بالهيكل العريض طراز 2013 بمحرك V8 فائق الشحن سعة 5,8 لتر بنموذجين مختلفين، ينتج الأول 662 حصاناً بينما ينتج الثاني قدرة استثنائية تبلغ 850 حصاناً.
ولنتيح لكم فكرة عن الفيلم دون الكشف عن تفاصيله، يظهر النموذج الأولي لسيارة موستانغ جي تي 2015 في المشهد الأخير من الفيلم مباشرة قبل شارة النهاية.
ويمكن لعشاق موستانغ الحقيقيين ملاحظة أن فيلم “بوليت” كان أيضاً يعرض في سينما السيارات، وتحديداً مشهد المطاردة الشهير حيث تتعرض سيارة موستانغ 68 بقيادة ماكين للملاحقة بسرعة عالية.
جون ويك (John Wick) (2014)؛ جون ويك: الفصل الثاني (John Wick: Chapter 2) (2017)
من بين أفلام القتلة المأجورين الأشد بأساً، تعتبر سلسلة جون ويك واحدة من أفضل أفلام الإثارة والتشويق الحديثة. وفي حين تبدو حياة ويك بسيطة وأنيقة ومثالية، يعبر اختياره لسيارته عن الصرامة والوحشية، لاسيما أن طراز العام 1969 من سيارة موستانغ ماك 1 متوافق تماماً مع شهرة جون ويك وقدراته الخارقة.
تدور قصة فيلمي جون ويك الأول والثاني من إخراج تشاد ستاهلسكي الذي يؤدي أيضاً مشاهد كيانو ريفز الخطرة في فيلم “ذا ماتركس”، حول سرقة سيارة موستانغ يملكها أحد أعتى القتلة المأجورين المتقاعدين.
وخوفاً من غضب جون ويك وانتقامه الوحشي، رفض مالك ورشة السيارات تفكيك السيارة المسروقة وتغيير رقم الشاسيه.
وعلى مدار الساعة التالية للجزء الأول من الفيلم وبعض دقائق من جزئه الثاني، نشهد سعي ويك المحموم لاستعادة سيارته الأصلية المسروقة.
وليست هذه المرة الأولى التي يقود فيها كيانو ريفز سيارة موستانغ كلاسيكية في أحد أفلامه. ففي عام 1991، قاد ريفز في فيلم “بوينت بريك” سيارة موستانغ ماك 1 طراز عام 1970 تشبه إلى حد كبير سيارة موستانغ التي يقودها جون ويك.
ويبدو أن قيادة موستانغ ساهمت بتحفيز ريفز لتجربة بعض المخاطر، حيث قام بأداء 90% من المشاهد الخطرة بنفسه.
Video Source: petit_bonherr
فورد ضد فيراري / لومان 66(Ford vs Ferrari/Le Mans ’66) (2019)
قد يتساءل البعض عن سبب ورود قصة حول “سباق لو مان” في هذا المقال، لكن الذين ينتبهون لأدق التفاصيل شاهدوا بالتأكيد لي لوكوكا الذي أصبح فيما بعد يعرف باسم “الأب الروحي لسيارة موستانغ” وهو يلعب دوراً محورياً في الفوز بخدمات كارول شيلبي لتصنيع عدد من أفضل السيارات في مصانع فورد.
ولا ننسى مشهد الكشف الفعلي عن سيارة موستانغ حين ألقى مات ديمون النجم الحائز على الأوسكار بدور كارول شيلبي، خطاباً حماسياً كاد أن يؤدي إلى خسارة شركة فيراري لميكانيكي قيادة السباقات كين مايلز الذي لعب دوره النجم كريستيان بايل الحائز على جائزة الأوسكار.
ويجسد فيلم “فورد ضد فيراري” القصة الحقيقية للمنافسة المستعرة بين شيلبي ومايلز ورحلتهما إلى سباق لومان في سيارة فورد جي تي 40، وقد قدم النجمان الحائزان على الأوسكار، مات ديمون وكريستيان بايل أداء استثنائياً وتسلسلاً رائعاً في سباق الصناعة المفعم بالتشويق والإثارة، وخطفا انتباه المشاهدين حتى النهاية.
“آي أم ليجند” (I Am Legend)
ما هي السيارة التي يجدر بالناجي الأخير من نهاية العالم على كوكب الأرض أن يقودها على شوارع نيويورك المفتوحة والمهجورة؟
فقد اختار روبرت نيفل (ويل سميث) قيادة سيارة موستانغ شيلبي جي تي 500 طراز 2007 حمراء بمحرك فائق الشحن لترافقه، مع كلبه، في معركة البقاء التي يخوضها.
وتشير التقارير إلى أن خمسة من أصل ستة سيارات تم تصنيعها خصيصاً للفيلم، تعرضت للتلف أو السحق بعد انتهاء تصوير الفيلم، لتبقى سيارة واحدة للراغبين بالمزاودة عليها.
وقد احتفظت شركة الإنتاج بالسيارة لبضعة سنوات قبل بيعها لتاجر سيارات في ولاية كونيتيكت في أواخر عام 2019 مقابل 150 ألف دولار.