أصدرت كاليسون آر تي كيه إل CallisonRTKL، شركة الاستشارات العالمية المتخصصة في التخطيط والتصميم المعماري، تقريراً يسلط الضوء على أبرز توجهات التطور التكنولوجي في قطاع التجزئة.
وأشار التقرير إلى أن مساحات التجزئة الفعلية تسهم في تبسيط إنجاز عمليات البيع والشراء المباشرة، وتعتمد على الحلول الرقمية الخاصة بالأجهزة المحمولة لتوفير تجارب خدمية مخصصة وتناسب السياق المحلي.
وتتجه شركات التجزئة في المستقبل نحو الاستفادة من البيانات بهدف توفير تجارب مخصصة للعملاء، بالإضافة إلى الاعتماد على بيانات الشراء وتفضيلات العملاء السابقة بهدف توجيه عمليات الشراء المستقبلية.
وتعليقاً على هذا الموضوع، قال بول فيرث، المدير المساعد لدى كاليسون آر تي كيه إل: “تسهم التكنولوجيا في تسريع التغيير في قطاع التجزئة، من خلال توفير تجارب تسوق مخصصة ومميزة ومبسّطة للعملاء. وبرزت الحاجة إلى حلول التسوق الرقمية بشكل واضح خلال أزمة كوفيد-19، وتوفر هذه الناحية أمام شركات التجزئة فرصاً كبيرة للازدهار والنمو من خلال تسخير الإمكانات التكنولوجية لتعزيز جودة التجارب الخدمية. ونسعى في كاليسون آر تي كيه إل إلى توفير المزيد من الحلول الرقمية المبسّطة في قطاع التجزئة، إلى جانب الاستفادة من البيانات لتقديم خدمات مخصصة وذات طابع شخصي”.
وتشير التوقعات إلى ارتفاع إجمالي قيمة قطاع التجارة الإلكترونية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بواقع 18 مليار دولار أمريكي بين 2021-2025، لتتجاوز قيمته 49 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2025.[1]ويشهد قطاع التجزئة الإقليمي حركة تحوّل ضخمة نتيجة تنامي توقعات المستهلكين والاعتماد السريع للتقنيات الجديدة. ومن المتوقع أن تصل قيمة سوق التجارة الإلكترونية في الإمارات إلى 8 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2025، مع تسجيل معدل نمو سنوي مركب بنسبة 15.4% بين عامي 2020 – 2025[2].
وأشار التقرير إلى وجود ثلاثة مفاهيم جديدة تقود حركة التغيير في سوق التجزئة في منطقة الشرق الأوسط:
الدور الجديد للمتاجر الفعلية
تركّز المتاجر الفعلية خلال عام 2022 وما بعده على مفاهيم التجارب الحسيّة والمبتكرة والاستدامة والتفاعل مع الطبيعة، وستلعب دوراً في تعزيز التفاعل والحوار مع العملاء بصورة تتجاوز عمليات الشراء، لتشمل التركيز على أنماط حياة العملاء ورفاهيتهم وتطلعاتهم بالاستفادة من الابتكارات التكنولوجية السلسة والتفاعلية. وستركّز التكنولوجيا في المتاجر الفعلية على أتمتة العمليات وتمكين الموظفين من توفير تجارب تسوق مخصصة تضفي مصداقيةً أكبر على توصيات المنتجات والعلامات التجارية.
إعادة تصميم متاجر التجزئة الضخمة لتلائم المراكز التجارية ووجهات التسوق الفاخرة
تبذل الكثير من متاجر التجزئة الضخمة جهوداً فاعلة للاستفادة من مراكز التسوق الواقعة في مناطق الضواحي، والتي اضطُرت لإقفال أبوابها نتيجة نمو قطاع التجارة الإلكترونية وإجراءات الإغلاق الإجبارية، وإعادة استخدامها كمراكز لتجهيز البضائع في مجال المبيعات عبر الإنترنت. ويستند مفهوم هذا التوجه إلى إعادة توظيف المواقع بطريقة تحافظ على ملاءمتها لقطاع التجزئة، وتضمن توفير قيمة إضافية للمجتمع. وتشمل التوجهات المستقبلية مساحات التجزئة القابلة للتخصيص بمساحة 1,200 قدم مربعة والمتاجر المؤقتة النموذجية، بالإضافة إلى وجهات التجزئة المتكاملة والمرنة والمشتركة، والتي تتيح للموردين المحليين والعلامات التجارية والمصنعين والمبتكرين وغيرهم الاستفادة من مناوبات العمل اليومية والإقامات الموسمية.
مستقبل المتاجر المؤقتة
ظهرت المتاجر المؤقتة نظراً لإجراءات الإغلاق والتباعد الاجتماعي خلال العامين الماضيين، وتشهد تطوراً مستمراً تسهم من خلاله في تحويل المساحات العامة غير المستغلَّة إلى فرص تجارية جديدة. وانتقلت المتاجر المؤقتة من مجرد أداة تسويقية إلى حلول تجزئة رئيسية تتيح لمتاجر التجزئة والعلامات التجارية ومجموعات الأطعمة والمشروبات إعادة تصميم عملياتها والتنافس ضمن المشهد الاقتصادي القائم على الطلب، والذي يؤدي إلى تغيير نماذج الأعمال الخاصة بشركات التجزئة. وستواصل هذه المتاجر تزويد العلامات التجارية وشركات التجزئة والمشغلين بخيارات مضبوطة وقابلة للتعديل ومستدامة وفعالة من حيث التكلفة، بهدف التمكن من اختبار تطورات المتاجر وخدمات المنتجات دون الاضطرار إلى إجراء تغييرات دائمة ومكلفة قد لا تناسب المواقع الجديدة أو تتلاءم مع التغيرات في سلوكيات المستهلكين.