إذا كنتَ قد بدأت التخطيط لعطلة شتوية مليئة بالمرح، فاعلم أنّه ليس مِن وجهة في العالم أجمع تضاهي جنيف جمالاً! تُعتبر هذه المدينة عنواناً مثالياً للاستمتاع بباقة واسعة من النشاطات التي تبعث الدفء في القلب. تتباهى هذه المدينة بموقع غني بالتنوّع تتلاقى فيه المساحات الخضراء الغنّاء مع بحيرة خاطفة للأنفاس وجبال مهيبة، بحيث تُشكّل أرض عجائب شتوية بكلّ ما للكلمة من معنى فتُلبّي متطلبات محبّي المغامرات المليئة بالحماس وعشّاق تجارب الاسترخاء على حدّ سواء.
وفي هذا الإطار، تدعو جنيف زوّارها إلى الاستمتاع بشتائها على طريقة سكانها المحلّيين، عبر الانغماس في حياة المدينة والتلذّذ بمأكولاتها الشهيرة خلال الأشهر الباردة. فسوف يجد عشّاق الجبنة السويسريّة أنفسهم أمام خيارات لا تُحصى من فوندو الجبنة التي تُعتبَر إحدى أبرز تجارب الطعام الشتوية المحليّة التي لا بدّ من اختبارها، بدءاً من جولة الفوندو على متن عربة التوك توك التي تأخذ الضيوف إلى أروع الأماكن في جنيف مع طبق فوندو محضّر على الطريقة المنزليّة، وصولاً إلى رحلة في البحيرة مع مفهوم فريد للنزهات يتخلله طبق فوندو جبنة أو فوندو صيني لتذوّق هذا الطبق الصيني الساخن الشهير بلمسة مميّزة. وإذا كنتَ تنشد تجربةً مماثلةً في المسكن الذي اخترته لقضاء العطلة، فاعلم أنّ مطعم إديلويس يقدّم صفوفاً لتعلّم طهي فوندو الجبنة، إلى جانب تجربة تذوّق أو عشاء لمن يرغب في اكتشاف المزيد حول الأطباق الشتوية الأصيلة في المدينة.
وبالتأكيد، لا تكتمل زيارة جنيف من دون تذوّق الشوكولاتة! فمع تذكرة “شوكو باس”، يحظى المسافرون بـ 24 ساعة لتذوّق حلويات لا تُقاوم من خمس علامات عريقة في صناعة الشوكولاتة في جنيف، بدءاً من أطايب الكمأة مروراً بحلوى الملبّس ووصولاً إلى مشروبات الشوكولاتة الساخنة.
على صعيد آخر، تُعتَبَر تجارب العافية الشتويّة أحد النشاطات الأكثر استقطاباً للسكّان المحلّيين والزوّار على حد سواء، خصوصاً وأنّ المدينة تشتهر بمعالمها الفريدة التي تجمع ما بين الجمال الطبيعي والفخامة، وتحتضن الكثير من الحمّامات الطبيعية ومرافق السبا التي تلبّي مختلف الاحتياجات. وفي هذا السياق، لا يسعنا إلّا أن نذكر حمّام وسبا بان بلو جنيف بلاج الذي يُشكّل إحدى أفضل وجهات العافية والاسترخاء في المدينة، بحيث يحتضن مسابح داخليّة وخارجيّة، وحمّامات بخار ومساحات للاسترخاء، بالإضافة إلى حمّام من وحي الأجواء الشرقيّة وسبا ممتدّ على مساحة 3000 متر مربّع. كذلك، يشكّل بان دي باكي وجهة أخرى متميّزة لتجارب العافية، ويحتضن مساحة مخصّصة لعلاجات تجديد النشاط والاسترخاء الشاملة للجسم والروح، مع ساونا، وحمّام مميّز وحمّام تركي، بالإضافة إلى قائمة واسعة من جلسات المساج، وصفوف يوغا وتاي تشي. خلال موسم الشتاء، يقدّم المطعم المستقلّ في بان دي باكي للمسافرين وجباتٍ شهيّةً في حُجرة مدفأة بموقد حطب، أو على التراس المطلّ على مناظر البحيرة الأخاذة في الأيام المشمسة.
والجدير ذكره أيضاً أنّه بوسع المسافرين الوصول إلى أعلى القمم المكسوّة بالثلوج في جنيف عن طريق التلفريك الذي يأخذهم إلى قرية شاموني الجبليّة في قلب جبال الألب الفرنسيّة. وسوف تأخذ الرحلة التي تستمرّ 90 دقيقةً المسافرين إلى وسط القرية التي تطلّ عليها سلسلة جبال مون بلان (أعلى جبل في أوروبا الغربيّة) جنوباً، وجبال إغوي روج (القمم الحمراء) شمالاً. وتستمرّ الرحلة على متن القطار الذي يأخذ الركّاب إلى مير دو غلاس الذي يُعتبَر أحد أشهر الأنهر الجليديّة في أوروبا.
أمّا إذا كنتَ تنشد تجربةً مليئةً بالحماس، فلا بدّ لك من زيارة منتجع لي ديابلوريه الذي يُعَدّ عنواناً متميّزاً للمغامرات الرياضيّة على مدار السنة، لاسيما وأنّ منطقة التزلّج غلاشير 3000 في قلب جبال الألب ضمن كانتون فود توفّر تجارب تزلّج شيّقة في كافة المواسم، حتى في موسم الصيف. يستكنّ منتجع لي ديابلوريه بين بحيرة جنيف وغشتاد ويضمّ ثلاث مناطق للتزلّج تشمل مسارات بطول 125 كيلومتر، وحديقة ثلجية يصل ارتفاعها إلى 3000 متر، وشبكة مسارات عبر البلاد تضمّ المسار الكلاسيكي الشمالي (30 كيلومتراً)، ومسارات للتزحلق على الجليد (15 كيلومتراً)، ومزلجة بطول 7.2 كيلومتر، ناهيك عن نشاطات المشي بأحذية الثلج، وركوب الدراجات الثلجية وتسلّق كتل الجليد، هذا بالإضافة إلى المطعم الذي شيّده المهندس المعماري السويسري المتألق ماريو بوتا، والذي يكشف عن إطلالات بانوراميّة أخاذة على بحيرة جنيف.