لا يمكن ذكر الساعات الفاخرة والحرفة اليدوية في صناعة الساعات دون الحديث عن جنيف، إذ اكتسبت المدينة سمعة عالمية من خلال تراثها المتجذر في تاريخ هذه الفن الدقيق، ليصبح اسمها مرادفا للأناقة، البذخ والقيمة الخالدة. في 24 نوفمبر 2021، تشارك جنيف شغفها بهذه الصناعة من خلال أسبوع دبي للساعات، حيث سيحضر السيد أدريان جينيير، الرئيس التنفيذي لمؤسسة جنيف للسياحة والمؤتمرات، حفل افتتاح النسخة الخامسة من هذه الفعالية.
يقول جينيير عن أسبوع دبي للساعات: “يعتبر علم الساعات أحد مصادر فخر مدينة جنيف، وهو عامل جذب كبير للمسافرين من دول مجلس التعاون الخليجي الذين يأتون إلى المدينة ليس فقط بحثًا عن قطع فريدة لاقتنائها، ولكن أيضًا للتعمق في تاريخها واكتشاف الحرفية القابعة وراء كل تصميم. يمثل أسبوع دبي للساعات احتفالا بهذا الشكل الفني الدقيق، ونحن فخورون جدًا بحضوره ومشاركة شغف سكان الإمارات العربية المتحدة بالساعات في وطنهم”.
تعد جنيف ملاذًا لعشاق الساعات، إذ توفر لزوارها متاجر ومتاحف وورش عمل لأشهر علامات الساعات التجارية المرموقة، حيث تضم عددًا لا يحصى من التجارب التي تتنوع بين التسوق، الاكتشاف والتعلم لعشاق صناعة الساعات.
يعد صالون باتيك فيليب جنيف، الذي افتتح عام 1853 في شارع الرون، المقر التاريخي لتصنيع هذه العلامة التجارية، جزءًا لا يتجزأ من مشهد الرفاهية في جنيف لأكثر من 160 عامًا. تم تجديد الصالون في عام 1891 من قبل المهندس المعماري الشهير في جنيف، جاك إليزيه غوس الذي قام ببناء أوبرا جنيف وقصر ويلسون الذي كان بمثابة المقر الرئيسي لمفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان منذ عام 1998. تضيء الثريا الأصيلة المهيبة من ميزون بوغيس هذا الصالون التاريخي، وهو من صناعة الشركة الباريسية التي يمكن رؤية أعمالها في فرساي. الصالون هو أيضًا موطن لخزنتين أثريتين تم الحصول عليهما من تيفاني عندما غادرت الشركة جنيف، مما أضاف سحر الحقبة التاريخية الجميلة داخل هذا النصب التاريخي.
يمكن لعشاق علامة باتيك فيليب التجارية اكتشاف المزيد عن تاريخها في متحف باتيك فيليب الذي تم افتتاحه في عام 2001، والذي يقع في شارع فيو غروناديي، وهو بمثابة عرض أبدي لإبداعات صناعة الساعات الدقيقة التي تحظى بشهرة عالمية وقاعدة جماهيرية كبيرة، ويقدم مجموعتين مهمتين: المجموعة العتيقة الرائعة التي تحتوي على قطع تاريخية بما في ذلك أقدم ساعة تم صنعها على الإطلاق، ومجموعة باتيك فيليب منذ عام 1839 إلى اليوم، والتي تصور تراثًا لأكثر من 180 عامًا من الحرفية، بما في ذلك أكثر الساعات تعقيدًا على الإطلاق، كاليبر 89. يقدم المتحف جولات عامة وخاصة لاكتشاف المزيد عن تراث صناعة الساعات.
يعتبر أتوليي إنيسيوم أحد أهم الأماكن التي يجب زيارتها لعشاق الساعات، حيث يمكنهم ارتداء قبعة صانع الساعات لهذا اليوم وصنع تحفتهم الخاصة بمساعدة مدربين متمرسين. يقدم الأتوليي مجموعة من الباقات المناسبة لجميع المستويات، بالإضافة إلى جلسات جماعية للراغبين في مشاركة نشاط إبداعي دقيق.
للنعماس في متعة تسوق واقتناء الساعات الفاخرة، يمكن لزوار جنيف العثور على أفضل تجارب التسوق الراقية في هذه المدينة التي تعد موطنًا للعلامات التجارية العالمية مثل أوميغا، باتيك فيليب، بوشرير، ياغر لوكوتر، بياجي وغيرها، لتكون تذكارا خالدا لزيارة المدينة التي يرتبط اسمها مباشرة بهذه التحف الفريدة.