أعربت أسرة جزائرية، أُجبر أفرادها على العيش متفرقين في بلدين مختلفين بسبب القيود على السفر التي فرضتها جائحة كوفيد-19، عن التأثير الإيجابي للعبة فري فاير عليهم، وكيف ساعدتهم لعبة الجوال الأشهر عالميا على تقوية العلاقة بينهم وبين أطفالهم الصغار.
تعين على فخر الدين حناشي وزوجته لطيفة عاشوري وأولادهم يوسف وآدم ولينا – مثل ملايين الأشخاص حول العالم -التعامل مع التحديات المعيشية الصعبة التي فرضتها الأوقات غير المسبوقة للجائحة، وكان وضعهم أكثر تعقيدًا بسبب سفر فخر الدين وأطفاله إلى الجزائر العاصمة -مدينتهم الأصلية- في فيفري 2020 لقضاء عطلة قصيرة ولقاء الأهل، وكان من المفترض أن تستمر الرحلة في البداية لمدة 3 أسابيع فقط، ولكنها امتدت لتصل إلى 19 شهرًا بسبب تعليق الرحلات الجوية من الجزائر على إثر الخوف من انتقال الفيروس.
فوجدت لطيفة نفسها في وضع لا تحسد عليه، فقد كانت وحدها في منزل الأسرة في النرويج على بعد أكثر من 2500 كيلومتر من باقي أفراد أسرتها، أما الزوج والأبناء فلم يكن حالهم أفضل منها فقد كان عليهم العيش بدون دعم ورعاية لطيفة الزوجة والأم التي كانت باستمرار معهم.
وعلى الرغم من أنهم يعيشون في قارتين مختلفتين، فقد أمضت أسرة حناشي وقتًا منتظما معا، بل وتوطدت علاقاتهم عبر لعب فري فاير معا على هواتفهم الذكية، وهو الأمر الذي اهتموا به ومارسوه منذ 2020.
وحول هذا الوضع؛ قال فخر الدين: “أسافر إلى الخارج بانتظام وكان من الصعب أن أبتعد عن أطفالي لأنني افتقدهم كثيرًا، وهم بالمناسبة من المعجبين بـلعبة فري فاير ويفرحون بلعبها جدا، لذا بدأت في اللعب معهم، وكان هذا أحد أفضل القرارات التي اتخذتها لأنني أصبحت أقرب إلى أطفالي، فلا تتوقت الاستفادة من هذه اللعبة الممتعة على تحفيز العقل وتنشيط الذاكرة حيث يجب عليك حل المشكلات، فقد ساعدتني أيضا أن أقضي أيضًا وقتًا مهما معهم وهم يقدرون ذلك ويسعدون به. كما شاركت زوجتي معنا أيضًا بعد أن أخبرتها عن فري فاير وهي الآن تستمتع بلعب اللعبة مع الأطفال بانتظام.”
وأضاف: “خلقت اللعبة جوا سعيدا به الكثير من الضحك والمرح في المنزل، ولم نعتقد أبدًا أن لعبة مثل فري فاير سيكون لها مثل هذا التأثير الإيجابي على الأسرة، خاصة عند اضطرارنا لقضاء الكثير من الوقت بعيدًا في بلدان منفصلة بسبب الجائحة. وأستطيع أن أؤكد أن هذه التجربة أحدثت فرقًا كبيرًا في حياتنا فعلى الرغم من أننا لم نكن جميعًا في نفس المنزل، فقد شعرنا بأننا أقرب كأسرة بفضل لعب فري فاير.”
ومن جانبها أضافت لطيفة قائلة: “تلعب الأسرة الآن لعبة فري فاير بانتظام، ويستشعر فخر الدين بالفعل العديد من الفوائد لهذه اللعبة الصعبة التي تتطلب مهارات عقلية عالية، لذلك من الرائع أن يشارك أطفالي فيها لنمو عقولهم ولزيادة تركيزهم وانتباههم. فهذه هي السمات الرئيسية التي ستساعدهم في المضي قدمًا في حياتهم”.
وأوضح فخر الدين ولطيفة لأطفالهما أنه وعلى الرغم من أن فري فاير أصبحت الآن جزءًا أساسيًا من حياتهم إلا انه يجب عليهم التركيز في دراستهم وتعليمهم.
وفي هذا السياق تقول لطيفة: “نتفهم أهمية التعليم وكآباء، نريد لأطفالنا أن يسعوا من أجل مستقبلهم. لذلك؛ وضعنا القواعد حيث يجب عليهم أولاً إكمال واجباتهم المدرسية قبل لعب فري فاير، وقد أصبح هذا أمرًا روتينيًا بالنسبة لهم، وهم مدركون أن دراساتهم ضرورية للنجاح في الحياة “.
ويعتقد فخر الدين أن الألعاب ستنتقل من قوة إلى قوة حتى عندما تعود الحياة إلى طبيعتها كما كانت قبل جائحة كوفيد-19، فهو يقول: “إحدى إيجابيات فترة الجائحة أن العديد من الأشخاص تمكنوا من قضاء وقت ممتع مع أسرهم، تماما مثلنا، ومع تحسن اللعبة وتطورها باستمرار وزيادة فرص اقتناء الهواتف الذكية أرى المزيد من الأشخاص يلعبون فري فاير واتوقع المزيد أيضاً.”
ويأمل فخر الدين، الذي شجع أسرته وأصدقاءه على لعب فري فاير، أن تتمكن الأسر والعائلات الأخرى في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من تجربة هذه اللعبة والتعرف على تميزها وأسباب تصنيفها العالية كأفضل الألعاب.
وقال: “منذ أن بدأت لعب فري فاير؛ اتسعت دائرة علاقاتي والتقيت بالعديد من الأشخاص الجدد وتواصلت مع بعض الأصدقاء الذين فقدنا الاتصال بهم في السابق، لذلك هناك الكثير من المزايا التي تحققها لك فري فاير، ولأن لدينا أيضًا شغفا مشتركا بـها ارتبطنا بها كأسرة، فهي تتيح تجربة جديدة للاعبين بالتحدث مع بعضهم ومساعدة الآخرين في التغلب على خصومهم “
