تقرير إخباري صادر عن China.org.cn.
تتميز بكين بكونها عاصمة لخمس سلالات حاكمة بمجموعة واسعة من المعابد الإمبراطورية. لكن هناك مكان يختلف عن البقية، فهو ليس معبدا لتقديس الأسلاف أو الآلهة، بل لإحياء ذكرى مفكر ومعلم عظيم. ولأن الآثار القديمة تحكي قصصَ مدينتها، فسنستكشف اليوم سويا متحف معبد كونفوشيوس والكلية الإمبراطورية.
وو مينغ: تأسس معبد كونفوشيوس في عهد أسرة يوان (1271-1368م) بتاريخ ممتد لأكثر من 700 عام. خلال عهد أسرتي مينغ وتشينغ (1626-1912م)، جرت أعمال ترميم وتوسعة متكررة ليصل إلى المساحة التي عليها اليوم. ولمعبد كونفوشيوس أنواع مختلفة، فمثلا، معبد كونفوشيوس في تشيوفو هو معبد أسلاف كونفوشيوس، أما معبد كونفوشيوس في بكين، فهو موقع تبجيل الحكومة المركزية والأباطرة بشكل خاص للكونفوشيوسية، مما جعل معبد كونفوشيوس ببكين الأعلى بين نظرائه في البلاد، لكن جميعها مواقع لتقديس كونفوشيوس. هذه أنصاب تذكارية لدرجة “جين شي” من السلالات السابقة، تضم أسماء الحاصلين على درجة “جين شي” في عهد سلالات يوان ومينغ وتشينغ، كانت الاختبارات الإمبراطورية عبارة عن ثلاثة مستويات، والناجحون في الاختبارات يحصلون على درجات “شيو تساي” أو “جيو رن” أو”جين شي”، لذلك نُقشت أسماء الحاصلين على درجة “جين شي” على أنصاب تذكارية. أمامنا هنا ما مجموعه 198 نصبا تذكاريا تعد أرثا ثقافيا مهما لنا. تنقسم مراسم تقديس فلاسفة الكونفوشيوسية إلى مستويات في الصين القديمة، كما تختلف مراتب التقديس في معبد كونفوشيوس بين السلالات، كان التقديس الأكثر هيبة هو “التقديس الكبير”.
حسام المغربي: وجدت أن الصينيين لايزالون يحترمون كونفوشيوس حتى اليوم؟
وو مينغ: صحيح. ما نراه الآن هو تمثال كونفوشيوس، نطلق على كونفوشيوس عموما ألقاب المفكر والمعلم والفيلسوف العظيم بالنسبة إلينا (الصينيون). في البداية، أفكاره تهتم بمفاهيم “ده” (الفضلية) و”رن” (الإحسان) و”خه” (التناغم) وغيرها، وهي الطروحات الرئيسية للكونفوشيوسية، و”المحسن يحب الآخرين”، هو تأكيد على أن الناس يجب أن يعيشوا بسلام مع بعضهم البعض ويتعايشون بشكل سليم مع بعضهم البعض، وكذلك “الانسجام هو الأثمن”، وجميعها أفكار كونفوشيوسية توارثتها الأجيال، والتي لا تؤثر على الصينيين فحسببل كذلك على ثقافة منطقة شرق آسيا بأكملها في الواقع وحتى على مستوى العالم، فيمكن القول إنه فيلسوف على المستوى العالمي.