بقلم كورين فيش، مدير قسم القبول الدولي في كلية الطب بجامعة سانت جورج
يشهد التعليم الطبي في الآونة الأخيرة إقبالاً متزايداً من الطلاب من حول العالم، في ظل الزيادة الملحوظة عالمياً في الطلب على برامج الصحة المختلفة. ووفقاً لبيانات تقرير صادر عن منصة Research and Markets، تشير التوقعات إلى ارتفاع قيمة سوق التعليم الطبي العالمي بحوالي 173 مليار دولار أمريكي خلال السنوات الأربعة القادمة من 2022 إلى 2026، وهو ما يتجلى واضحاً عبر الطلب الكبير الذي نشهده حالياً على الالتحاق بالجامعات والكليات التعليمية الطبية، ويشكل فرصة لا مثيل لها بالنسبة لطلاب الطب الحاليين والمستقبليين من مختلف دول العالم.
يوفر التعليم الدولي للطلاب إماكنية تعاملهم مع مجموعة واسعة من الأشخاص من مختلف دول العالم، وهو ما يتيح لهم الاطلاع على ثقافات وانتماءات متعددة، ويمنحم مهارات التعامل مع مختلف المرضى والزملاء بمنهجية أكثر إنسانية عند دخول بيئة العمل، ما يجعل هذه المهارات كميزة تضاف إلى رصيدهم إلى جانب تلقيهم تعليماً طبياً دولياً.
ولقد شهدنا على الدوام رغبة كبيرة من طلاب منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدراسة الطب في الولايات المتحدة، بحكم أن الحصول على تعليم دولي عالي الجودة يتيح الفرصة أمام الطلاب لإكمال مسيرتهم المهنية الطبية في الولايات المتحدة، ولكن مع زيادة طلبات الالتحاق بكليات الطب في الآونة الأخيرة، زادت المنافسة بين مختلف الطلاب لحجز مقعدهم الدراسي فيها، مما أدى إلى وصول طلبات الالتحاق بتلك الكليات إلى ذروتها في السنوات الأخيرة بحسب بيانات صادرة عن رابطة الكليات الطبية الأمريكية.
تتيح كلية الطب بجامعة سانت جورج لطلابها الحصول على جلسات تدريب عملية فعالة كفيلة بتأهيلهم لخوض دورات التدريب العملية بعد التخرج في الولايات المتحدة، ويعد هذا الأمر أحد المحاور الرئيسية التي تركز على تقديمها جامعة سانت جورج. ووفقاً لبيانات ترخيص الأطباء الصادرة عن اتحاد المجالس الطبية الحكومية (FSMB) لعام 2021، تعد جامعة سانت جورج أكبر مُصدر للأطباء المرخصين في الولايات المتحدة الأمريكية، وأكثر من أي كلية طب أخرى في العالم.
إن تقييم جودة التعليم في مؤسسة تعليمية دولية يعد أمراً بالغ الأهمية، إذ أن تزايد عدد كليات الطب في جميع أنحاء العالم لتلبية الطلب المتزايد على دراسة الطب، يخلق مستويات متفارقة من الاعتماد الأكاديمي، مما يؤثر على المسار المهني للطلاب بعد التخرج. فعلى سبيل المثال، يضمن اعتماد جامعة سانت جورج والاعترافات التي حازت عليها لجميع طلاب كلية الطب بالجامعة خوض امتحان الترخيص الطبي الأمريكي (USMLE)، والمشاركة في برنامج مطابقة التدريب العملي الوطني في الولايات المتحدة (NRMP)، فضلاً عن فرصة التقدم للحصول على ترخيص معتمد لممارسة الطب في الولايات المتحدة.
من الجدير بالذكر أيضًا أن تصنيفات كليات الطب تميل عمومًا إلى تفضيل الكليات التي تعتمد على الأبحاث والدراسات على نظيرتها التي تركز بشكل أساسي على الناحية الأكاديمية. ولكن على الرغم من أن الأولى قد تكون أفضل لبعض الطلاب وأهداف مسيرتهم العملية، إلا أنه ليس بالضرورة أن تكون هذه الكليات هي الأفضل لجميع الطلاب بشكل عام، ففي حين أن هذه الكليات قد تكون من أفضل المؤسسات التعليمية لبعض الطلبة الذين لديهم أهداف مهنية معينة، فإن هذا لا يعني بالضرورة أن هذه هي أفضل المؤسسات المناسبة لجميع الطلبة.
وبالإضافة إلى ماذكر آنفاً، يجب علينا أن لا نغفل عن حقيقة أن امتهان الطب هو مسار متواصل مدى الحياة، يتطلب من الأطباء والعاملين في المجال الصحي الحرص الدائم للبقاء على اطلاع بأحدث الأخبار والتجارب الطبية، وغالباً ما يتم صقل المهارات الأساسية لطلاب كليات الطب خلال السنوات التعليمية، لذلك تلعب المؤسسات التعليمية دوراً هاماً جداً في توفير هذه المهارات، وبالتالي فإن الاختيار الصحيح للجامعة هو حجر الأساس لبداية رحلة امتهان الطب.
سيكون للتوجهات والتغيرات العالمية تأثير مستمر على التعليم الطبي حول العالم، وسيعتمد التعليم الجيد على قدرة الكليات والمؤسسات التعليمية على دمج الأساسات التقليدية للتعليم الطبي مع تحديات العصر الحديث، مما يسمح برفد قطاع الصحة العالمي بأطباء متمكنين ومستعدين على أكمل وجه للانضمام إلى صفوف الخطوط الأمامية.