يركز خبراء الأورام في منظومة الرعاية الصحية العالمية، كليفلاند كلينك، على فهم جميع أشكال السرطان والوقاية منها وعلاجها. وفي هذا الإطار عيّنت المنظومة الدكتور أليكس أجي، الحاصل على درجة الدكتوراه في الطب، رئيسًا لمعهد توسيغ للسرطان في كليفلاند كلينك بالولايات المتحدة في عام 2022، ليقود خططها الرامية إلى زيادة قدرة مرضى السرطان على الحصول على الرعاية الصحية، ودفع عجلات الأبحاث في مجال مكافحة هذا المرض، والإسراع في تطوير علاجات جديدة له.
وأكّد الدكتور أجي، في حديث بمناسبة اليوم العالمي للسرطان، الموافق 4 فبراير من كل عام، أن الفرق الطبية متعددة التخصصات من الأطباء والباحثين في مختلف مواقع كليفلاند كلينك في أنحاء الولايات المتحدة وكندا ودولة الإمارات والمملكة المتحدة، حريصة على رفع درجة التعاون في الأبحاث المتعلقة بالسرطان وزيادة التجارب السريرية لما فيه مصلحة المرضى.
ويشرف الدكتور أجي، المعروف بريادته في تطوير عقاقير السرطان، على الأبحاث التي تركز على فهم الخلايا السرطانية المقاومة للأدوية، وإيجاد طرق لتسريع هذا البحث. وأوضح أن هناك في منظومة رعاية صحية عالمية، مثل كليفلاند كلينك، فرصة لمزيد من الأبحاث، ما يؤدي إلى تسريع تطبيق نتائج البحث في بيئة سريرية.
وأشار الدكتور أجي إلى أن السرطان أحد أكثر الأمراض المؤلمة التي تصيب البشر، ولكنه أعرب عن تفاؤله بأن التطورات العلمية الحديثة “تقرّبنا أكثر من فهم جميع أشكال السرطان ومنعها وعلاجها، وسوف نستمر في إحراز التقدّم في هذا المجال”. وأضاف أن العدد الكبير من المرضى الذين يستجيبون حاليًا للعلاجات الموجّهة والمناعية “كان أمرًا لا يمكن تصوره قبل عقد من الزمن فقط في ظلّ العلاجات القديمة، كما أن التطورات في العلاجات الجراحية والإشعاعية وتقنيات التصوير التي تؤدي إلى التشخيصات المبكرة، تقدم للمرضى علاجات أقلّ خطورة وتساعد في الارتقاء بمستوى حياتهم”.
ويُعد البحث في الآثار الجانبية لعلاجات السرطان وزيادة التجارب السريرية من خلال التطبيب عن بُعد، من مجالات البحث غير المطروقة التي يركز عليها خبراء الأورام في كليفلاند كلينك، والتي يُنتظر أن يستفيد المرضى في جميع أنحاء العالم منها بفضل الطبيعة المتكاملة للرعاية.
ويُعدّ مستوى جودة الحياة مجال اهتمام خاص للدكتور أجي، الذي قال إن المرضى يستطيع أن يعيش لمدة أطول، ولكن العديد من العلاجات تترافق مع آثار جانبية مزمنة، مؤكدًا أن الحاجة لا تقتصر على علاج للسرطان، وإنما معالجة تحديات مثل التعب والاكتئاب والقلق والألم المزمن، والتي تؤثر في جودة حياة المرضى.
وتشمل المجالات الأخرى التي يركز عليها الدكتور أجي توسعة نطاق أبحاث كليفلاند كلينك في العلاجات الجينية والجزيئية، بالإضافة إلى اتباع الأساليب الجديدة مثل العلاج بالخلايا الحية والمعدلة، والعلاج بالفيروسات، وأسلوب العلاج التشخيصي (theranostics)، والعلاج بالجسيمات، والإشعاع الأدق توجيهًا. وأشار كذلك إلى أن الاستفادة من الذكاء الاصطناعي والتطبيب عن بعد والتعاون في البحث عبر الشبكة يمكن أن يوسع إجراء التجارب السريرية.
وقال الدكتور أجي إن التقدم في الرعاية الصحية مستقبلًا، ونتائج الأبحاث التي تمّت في السنوات القليلة الماضية، “تمنحنا أسبابًا عديدة للتفاؤل”، وأضاف: “تهدف كليفلاند كلينك إلى تطبيق التسلسل الجيني لتحسين فهم التشوهات الجزيئية الدقيقة التي تؤدي إلى نمو السرطان لدى المريض. ويخطط الباحثون أيضًا لتسلسل الأنسجة الطبيعية للمرضى لتقييم التشوّهات الموروثة في الجينات التي تنظم طريقة تعامل الجسم مع الأدوية، ما سيقدّم نظرة متعمقة على سبب اختلاف الآثار الجانبية للأدوية من شخص لآخر”.
وأشار الدكتور أجي إلى أن رؤية كليفلاند كلينك في شأن رعاية مرضى السرطان تتمثل في امتلاك القدرة على تحليل ورم كل مريض في المختبر، وتحديد التشوهات المعينة التي تحرك نمو السرطان، وتخصيص العلاج الملائم له، وتكييف العلاجات القائمة على الطفرات. وانتهى إلى القول: “سيكون هناك تركيز متزايد على البروتينات، بدراسة البروتينات غير الطبيعية التي تنتجها التشوهات الجينية، والتي تُعدّ مركّبات تسبب مشاكل مرتبطة ارتباطًا مباشرًا بالسرطان”.