موسم الأعياد في جنيف: احتفال يعبق برائحة التاريخ والثقافة والتقاليد

يحطّ المزيج الآسر بين الثقافة والتراث والاحتفالات رحاله في جنيف في كلّ عام خلال شهر ديسمبر، ليعكس أصالة هذه المدينة الأوروبية التي تُعتبر عنواناً للتنوّع ويزرع البهجة في قلوب السكّان والزوّار، بدءاً من احتفال ليسكالاد وصولاً إلى ليلة رأس السنة الرائعة.

تابعونا على وسائل التواصل
Twitter reddit Quora

يبدأ موسم الأعياد في جنيف مع احتفال ليسكالاد الذي يحيي ذكرى الانتصار التاريخي لجنيف وشجاعتها في التصدّي للهجوم الذي شنّه 2000 جندي بقيادة دوق سافوي عشية 11-12 ديسمبر 1602 في محاولة لغزو المدينة وضمّها إلى فرنسا. تحيي المدينة ذكرى هذا الانتصار كل سنة منذ أكثر من 400 عام، ويستمرّ الاحتفال ثلاثة أيام يسير خلالها المواطنون الجنيفيون والسيّاح المتحمّسون في موكب مرتدين أزياءً من وحي القرون الوسطى ويجوبون شوارع المدينة مشياً على الأقدام أو على صهوة الجواد.

تتواصل الاحتفالات هذا العام مع النسخة الـ 44 من سباق ليسكالاد للمشاة الذي سيجري يومَي السبت 3 والأحد 4 ديسمبر 2022 في مدينة جنيف القديمة، حيث يحتشد عدّاؤون من مختلف مجالات الحياة للمشاركة في سباق المشاة الذي يُعَدّ الأكبر في سويسرا، وواحداً من أهمّ السباقات في أوروبا. تجمع هذه الفعالية ما بين اللحظات المليئة بالبهجة والمنافسة الجدّية لتعزيز قيم السباق ألا وهي المرح، والاحترام، وروح التضامن، والتكامل والتميّز.

وبالتأكيد، لا تكتمل أي احتفالات في جنيف من دون وجود أحد أشهر الأطايب في المدينة ألا وهي الشوكولاتة. وفي إطار التقاليد المرتبطة باحتفال ليسكالاد في كل عام، تنغمس المدينة في وعاء من الشوكولاتة يُعرَف محلّياً باسم “مارميت دو ليسكالاد”، وهو مصنوع من الشوكولاتة ومليء بقطع المرصبان على شكل خضار.

يحافظ سوق عيد الميلاد على سمعة المدينة بصفتها وجهة لأشهر المعارض والأسواق الاحتفالية في العالم. ومن 17 نوفمبر ولغاية 23 ديسمبر، سوف يجمع سوق “نويل أو جاردان” في الحديقة الإنجليزية، كوكبةً من الفنّانين والمصمّمين والمبدعين ومنتجي الأطايب لتزويد المواطنين والزوّار بتشكيلة واسعة من المنتجات ليختاروا منها هداياهم لموسم الأعياد. وإلى جانب النشاطات الأخرى المتوفّرة في السوق، سيقدّم ثلاثون مطعماً مختلفاً تجارب طعام استثنائية للضيوف تشمل الأطباق الموسميّة المفضّلة، بما فيها جبنة راكليت الشهيرة والمأكولات الشعبية وأطايب الشوكولاتة. وإذا كنت تنشد تجربة مفعمة بالدفء في مساحات داخلية، فسوف تجد مطلبك في مطعم “لو شاليه أ فوندو” حيث يمكنك التلذذ بوجبة شهية مع أحبائك وسط أجواء من الألفة.

وتبقى عجلة فيريس أحد معالم الجذب التي لا يمكن تفويتها في السوق. فهي تقع في المدخل بالقرب من جسر مون بلان وتتيح لجميع أفراد العائلة تأمُّل منظر أفق المدينة المهيب والانغماس في أجواء الشتاء الساحرة التي تتباهى بها مدينة جنيف. علاوةً على ذلك، يستطيع الأطفال الاستمتاع بالكاروسيل في الركن الخاص بالصغار حيث تنتظرهم تجربة مليئة بالبهجة والمرح.

تجمع جنيف ما بين الطابعَين التقليدي والخارج عن المألوف بحيث تَعِدُ الزوّار بتجربة أصيلة تتلاقى فيها الأجواء الاحتفالية مع التاريخ العريق والأطباق الشهية وسحر الشتاء، لتزرع البهجة في قلوب المسافرين فيشعروا بإحساس عميق بالانتماء إلى المكان ويمضوا أوقاتاً تبقى محفورةً في الذاكرة طوال العمر.

موسم الأعياد في جنيف: احتفال يعبق برائحة التاريخ والثقافة والتقاليد

Bookmark the permalink.