تستلهم فرقة تيلي تشايلد عالم التلفزيون وبرامجه بما تقدمه من خيال ودراما، كما يوحي اسمها، لتطرح أغانٍ متميزة في نمط الروك البديل، حيث تحمل الفرقة شغف أعضائها، بما كانت تقدمه قنوات التلفزيون من برامج بأنماطها المختلفة مع الإقبال الكبير على مشاهدتها في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي. ويجسد شعار الفرقة، الذي صور طفلاً رأسه على شكل تلفزيون، حلم كل طفل في العالم تقريباً.
وقدمت الفرقة، التي تأسست على يد صديقي الطفولة اللبنانيين هادي بابا وشارل أنوزي، ألبومها الأول وفق مفهوم يحاكي تنقل المشاهد بين مختلف أفضل القنوات التلفزيونية المتخصصة بالموسيقى.
وتعليقاً على الموضوع يقول هادي: “كان هدفنا أن نمنح المستمع، من خلال أغاني ألبومنا الأول بأنماطها المتنوعة، شعوراً يحاكي التنقل بين قنوات التلفزيون بشكل عشوائي”.
وتنوعت الأنماط الموسيقية التي اعتمدتها الفرقة في أغاني الألبوم بين موسيقى والبلوز روك والإندي روك والبروغريسيف روك والسيرف روك والبوب روك مع بعض اللمسات من موسيقى الفانك والسول، بالإضافة إلى تأثيرات صوتية وأوركسترالية مختلفة. ويضيف شارل مازحاً: “تضم إحدى أغاني الألبوم مقطعاً مستعاراً من موسيقى بوسا نوفا”.
وتأثر أعضاء تيلي تشايلد بكلاسيكيات موسيقى الروك الأيقونية، حيث استلهموا لمسات فرق عريقة، مثل بينك فلويد والبيتلز وراديو هيد وأركايد فاير وبلور وليد زيبلين ويو تو، في كتابة أغاني ألبومهم الأول تيرن أون يور فيفوريت شو.
“هناك تنوع كبير في الإيقاعات بين أغاني الألبوم، والذي نجده حتى في كل من الأغاني، التي تخرج أحياناً عن النمط التقليدي للتأليف الموسيقي للأغاني. وتتبع الفرقة طريقة عمل تتماشى مع هويتها البصرية وشعارها، إذ عملت لتقديم عمل متناغم ومتكامل يقدم للمستمع تجربة موسيقية سلسة”.
وتحمل عناوين الأغاني بعض التلميحات الذكية المستمدة من عالم التلفزيون، حيث سُميّت الأغنية الثانية تارانتينو، لتحمل اسم مخرج فيلم بالب فيكشن لتحمل لمسات مميزة من موسيقى الروك آند رول، بينما تتمتع أغنية ذا آكت بلمسات من موسيقى الإندي بوب.
وتم تأليف ألبوم تيرن أون يور فيفوريت شو على مدى ثلاث أو أربعة أعوام، حيث كتب الثنائي معظم الأغاني في دبي، ثم أضافا إليها بعض الأغاني خلال رحلة إلى تايلاند، ليقوما لاحقاً بتسجيل الأغاني في استديوهات تونفورك ستوديوز في لبنان بجلستين منفصلتين. وتم وضع اللمسات الأخيرة على الألبوم في استديوهات آبي رود التي سجلت فيها فرقة البيتلز، مما أضاف إلى التميز الذي يحمله.
وتحمل كلمات الأغاني معانٍ عميقة، رغم الطابع المرح الذي توحي به فرقة تيلي تشايلد.
“استوحينا كلمات الأغاني من تجاربنا التي مررنا بها خلال تأليفنا للألبوم، حيث تسلط الضوء على الروابط الأسرية والعلاقات والندم والرغبة بالهروب من الواقع ونظرتنا الانتقادية الساخرة للمجتمع”.
ويضاف إلى ما سبق من مواضيع عميقة الألحان المتميزة الذي قدمها الثنائي لتمنح المستمع ألبوماً موسيقياً يقدم صوراً فريدة ومنظوراً جديداً.