قدم النادي المغربي MCES Africa مستويات متفاوتة منذ تأسيسه في بطولات الألعاب الإلكترونية، إذ كانت بداياته متواضعة بتلقيه خسارات متتالية في المنافسات النهائية حالت دون حصد الألقاب، وبعد فترة وجيزة تمكن من المضي قدماً والارتقاء إلى مستويات متميزة لحصد بطولة فري فاير العربي. لقد عانى النادي المغربي خلال مسيرته من عدة تحديات وانتقادات من معجبيه، لكن العمل الجماعي وإصرار أعضاء الفريق وتفانيهم، شكلت عواملاً رئيسية للصعود والتميز في المنافسات الإلكترونية على مستوى المغرب ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
يقف وراء هذا النجاح أب من الجنسية المغربية، ساهم في إنشاء نادي بهدف التدريب والتعليم وتوفير فرصة للاعبين الطموحين في جميع أنحاء المنطقة لتحقيق النجاح من خلال تجاوز الصعاب وحصد الألقاب في الألعاب الإلكترونية أو في الحياة الواقعية على حد سواء.
تأسس النادي في 2020، عندما لاحظ طارق بلغازي تعلق أولاده وشغفهم في الألعاب الإلكترونية لفري فاير خلال فترة تواجدهم في المنزل، من هنا نشأت لدى الأب فكرة تحويل هذه الألعاب إلى منافسة تضم فرق جماعية يتشارك خلالها مجموعة من الأطفال يتنافسون ليشعروا بطعم النجاح، ويبذلون قصارى جهدهم للوصول إلى هدفهم المنشود. انطلق الأب في رحلته بالبحث عن فريق يضم أعضاء مميزين لخوض غمار المنافسات، ولكن الأمر لم يكن سهلاً، بعد أيام من البحث لم يتمكن طارق من العثور على نادٍ ضمن نطاق المنطقة المقيم بها في الدار البيضاء، وقرر التواصل مع صديقه في فرنسا للحصول على المشورة والمساعدة في تأسيس نادٍ يمثل المغرب، ومن هنا اكتملت ملامح المنتخب المغربي وتمت تسميته بـ MCES Africa.
بهذه المناسبة قال طارق: “جاءت فكرة إنشاء النادي من الشعور بأهمية توفير بيئة محفزة لأطفالي، وليس بقصد إنشاء مؤسسة رياضية لأصبح رجل أعمال. عندما تحدثت إلى صديقي في فرنسا وشرحت له فكرتي، كنت على يقين أن المشوار طويل، ولم يكن من السهل تأسيس فريق رسمي يشارك في البطولات الإلكترونية، وكنت متأكداً أن هذه الرياضات ستوفر قيمة مضاعفة لأبنائنا ولكافة اللاعبين المشاركين من مختلف أنحاء العالم، وتمنحهم الثقة والإصرار والعمل الدؤوب للوصل إلى النصر والنجاح، من هنا تبلورت فكرة تأسيس MCES Africa”.
يمتلك نادي MCES Africa اليوم 18 فريقاً يضم أكثر من 100 لاعب في جميع أنحاء المغرب. ويُنظم النادي مسابقات داخلية خاصة بشكل منتظم لتدريب لاعبي النادي واختبار قدراتهم وكفاءتهم. ويتولى بدوره سيدي محمد المساهل الملقب “MACRO”، المدرب المعتمد لدى النادي، مهمة توجيه الفرق وتدريبهم لإتقان مهارات فري فاير وصقل مواهبهم وذلك من خلال حصص تدريبية تقام يومياً.
يذكر أن المنتخب المغربي توّج بطلاً للنسخة الرابعة من بطولة فري فاير العربي لعام 2021 ، ما يعكس تطورهم وتقدمهم خطوة إضافية عما كانوا عليه في الموسم الثالث الذي انتهى بتحقيقهم مركز الوصيف آنذاك، وذلك بعد إجراء جملة من التغييرات الاستراتيجية التي ساهمت في حصد اللقب، وليتبوأ المنتخب مركزاً ريادياً في منطقة الشرق الأوسط.
حول ذلك قال طارق: “في الموسم الثالث، كنا من الفرق الوافدة جديداً إلى المسابقة، ولم نمتلك الخبرة الكافية لخوض غمار المنافسات الإقليمية، وبالتالي عدم القدرة على التحكم بزمام الأمور وخصوصاً في المباريات التي جمعتنا ضد فرق قوية وصعبة، الأمر الذي شكل تحدياً كبيراً”.
وأضاف: “نمتلك لاعبين مميزين، والجميع توقع الفوز لفريقنا، إلا أننا ببساطة لم نمتلك الخبرة الكافية. بعد الموسم الثالث قمنا ببعض التغييرات التي لم تنال رضى الجماهير. لقد كان خياراً صعباً لكنني كنت أؤمن بقدرة اللاعبين وكفاءتهم، وفي الختام تمكنا من التتويج في لقب بطولة فري فاير العربي. كانت لحظات مؤثرة اختلطت فيها المشاعر لنجسد رسالة مهمة عنوانها الإصرار والعزيمة، عندها فقط أدركنا جميعاً أن العمل الجاد والإصرار والتفاني لا بد أن يؤتي ثماره”.
ساهمت البطولة التي تنظمها فري فاير في تعزيز تواصل أعضاء الفريق وتقاربهم، وجسدت لهم المعنى الحقيقي وراء العمل للوصول إلى تحقيق الحلم وتطبيق هذا المبدأ على الحياة الواقعية.
قال طارق: “كان التواصل والترابط الجماعي عاملين حاسمين في نجاحنا اليوم، وهذه هي الصفات التي أؤكد عليها كثيراً. المشاركة في هذه الألعاب تعود بالعديد من الفوائد التي لا يدركها الناس حتى يعيشوا تلك اللحظات التي تشكل علامة فارقة توضح لهم أهمية هذه الألعاب في تعزيز مسيرة الأطفال والشبان في الحياة”.
يطمح المنتخب بالوصول إلى هدفه في التأهل إلى سلسلة بطولة فري فاير العالمية، مسلحين بالحافز والانضباط اللذين غرسهما المنتخب المغربي في أعضاء الفريق.
وبدوره قال مصطفى مسهول الملقب “DOWLY”، عضو الفريق :نطمح إلى متابعة مسيرتنا المظفرة بالنجاح والوصول إلى بطولة العالم وتمثيل بلدنا المغرب. سيكون من الرائع أن نشارك في تلك المنافسة العالمية، ولكن علينا أولاً الالتزام والعمل الجاد للوصول إلى هذه المرحلة”.
يعد نجاح المنتخب المغربي في التتويج بلقب النسخة الرابعة من بطولة فري فاير العربي، انعكاساً للعمل الجاد والتفاني الذي يظهر في مجتمع الرياضات الإلكترونية المتنامي في المنطقة. بينما تهدف MCES Africa إلى إلهام اللاعبين في المنطقة، ويصر طارق على مبدئه المتمثل في أن “الصبر هو مفتاح النجاح”، مختتماً بقوله: “أي شخص بدأ للتو ويحلم بأن يصبح لاعباً مميزاً في الرياضات الإلكترونية يحتاج إلى تحديد هدف واضح، والتحلي بالصبر، والعمل الجاد، لأنه في الحقيقة لا شيء يأتي بسهولة”.