نود جميعًا معرفة ما يوجد داخل الأرض. ويبدو أن حفر حفرة للأسفل مباشرة هو الطريقة الأكثر فاعلية لدراسة باطن الأرض. فقد تم حفر العديد من الثقوب للأغراض البحثية والتجارية.
ومع ذلك، من خلال الحفر، تم خدش سطح الأرض حرفيًا. إذا كانت الأرض بيضة، فإننا لم ننجح حتى في حفر القشرة. في الواقع، للأرض قشرة تسمى “القشرة” حرفياً. تنقسم قشرة الأرض إلى العديد من الصفائح الأصغر التي تنزلق ببطء شديد فوق مادة أكثر قدرة على الحركة تسمى الغلاف الموري.
أعمق حفرة حتى الآن هي تلك الموجودة في شبه جزيرة كولا بالقرب من مورمانسك، والتي يشار إليها باسم “بئر كولا”. والتي تم حفرها لأغراض البحث ابتداء من عام 1970. بعد خمس سنوات، وصل بئر كولا إلى عمق 7 كيلومترات.
استمر العمل في هذه الحفرة حتى تم التخلي عن المشروع في عام 1989 لأن الحفر أصبح عالقًا في الصخور بعمق يزيد قليلاً عن 12 كيلومترًا. وهذا هو الرقم القياسي الحالي للعمق الذي وصل إليه البشر.
كلف المشروع أكثر من 100 مليون دولار. وبالنظر إلى التكنولوجيا والأموال، يرغب الجيولوجيون في محاولة التعمق أكثر للحصول على عينات أساسية ، لكن حفر مثل هذه الثقوب يتطلب الكثير من الصبر والمال والتكنولوجيا والحظ. تأتي الكثير من المعلومات من هذه الثقوب؛ على سبيل المثال، كانت حرارة قاع هذه الفتحة حوالي 370 درجة فهرنهايت اي 190 درجة مئوية.
أتاحت هذه التجربة الكشف عن أسرار كثيرة. فعندما بلغ عمقها 9450 متراً تم اكتشاف مكامن غنية بالذهب والألماس. كما تم اكتشاف كميات ضخمة من غاز الميثان في أعماق الأرض حيث كان يُفترض ألا يوجد هناك أي شيء حيوي، وهو ما اقتضى إعادة النظر في نظرية المنشأ البيولوجي للنفط والغاز.
وكشفت دراسة أجراها علماء مركز كولا للبحوث عندما طُلِب منهم أن يدرسوا عينة من التربة القمرية عادت بها سفينة فضائية سوفيتية من القمر أن هذه العينة بنفس مواصفات التربة التي استخرجوها من باطن الأرض من عمق يتراوح بين 3 و4 كيلومتر. وهذا يعزز الفرضية القائلة بأن القمر والأرض كانا كتلةً واحدةً في وقت ما.
تتم دراسة بنية عمق الأرض اليوم بوسائل غير مباشرة. ربما كانت الطريقة الأكثر فاعلية هي دراسة الموجات الزلزالية أثناء انتقالها من محطة استشعار إلى أخرى. تسمح لنا هذه الموجات الطبيعية برؤية ما بداخل الأرض عندما تتفاعل مع طبقات مختلفة ، مثلما تسمح لنا الأشعة السينية أو التصوير بالرنين المغناطيسي برؤية ما بداخل جسم الإنسان.
الصور: Wikipedia ( GNU Free Documentation License)