أعلنت منصة ريوايرد اليوم عن انطلاق القمة العالمية للتعليم رسمياً بين 12 و14 ديسمبر في مركز دبي للمعارض بقيادة دبي العطاء، وبالشراكة مع إكسبو 2020 دبي وبالتعاون الوثيق مع وزارة الخارجية والتعاون الدولي في دولة الإمارات.
تطمح قمة ريوايرد، التي تستمر على مدى ثلاثة أيام ضمن أنشطة أسبوع المعرفة والتعلّم خلال فعاليات إكسبو 2020 دبي، إلى توفير منصة لبدء محادثات هادفة بين الأطراف الفاعلة في مجال التعليم بهدف تقديم أفكار مبتكرة حول كيفية معالجة مستقبل التعليم.
وشهد اليوم الأول لقمة ريوايرد مشاركة أكثر من 1,500 شخص حضوريا من 60 دولة حول العالم؛ حيث ركز على الأسباب التي تستلزم تطوير أنظمة التعليم وكيفية فعل ذلك بما يضمن للشباب فرصاً أفضل.
وفي كلمتها الإفتتاحية، قالت معالي ريم بنت ابراهيم الهاشمي، وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي، والمديرة العام لمكتب إكسبو 2020 دبي: “ما يزال التعليم أحد أهم الأولويات لجميع الحكومات والمجتمعات والعائلات في كل مكان، رغم الضغوطات الكبيرة التي يواجهها العالم منذ أكثر من عامين نتيجة التحديات والصعوبات الصحية والاجتماعية والاقتصادية. وكل هذا يوحي بشيء. هذا يلهمنا للقيام بذلك. إن هذا الأمر يدفعنا إلى تحقيق نتائج ملموسة: إرث يتجلى في الالتزامات والنتائج الرئيسية التي ستحدد معالم الجولة التالية من التفكير والمراجعة، والجولات التالية بعد ذلك. وأرجو الاستفادة من الأيام الثلاثة المقبلة لتطوير هذه المنهجية وإرسائها، بهدف توظيف ما تعلمناه من تجاربنا لدعم مستقبل قطاع التعليم.”
من جانبه قال سعادة جاكايا كيكويتي، رئيس مجلس إدارة الشراكة العالمية من أجل التعليم والرئيس السابق لتنزانيا: “إن الإنصاف هو جوهر مهمتنا، حيث نعمل في معظم البلدان الشريكة على مساعدة تحقيق المساواة بين الجنسين من خلال التعليم. ولقد وضعت الشراكة العالمية من أجل التعليم النوع في صميم استراتيجيتنا وقمنا بربط كل هذا في جميع عملياتنا. نحن نساعد الحكومات على تحديد الحواجز التي تؤثر على الفتيان والفتيات بشكل مختلف، وسد الفجوات بين الجنسين والقضاء على القوالب النمطية في المجتمعات.إننا نزود الدول برؤوس الأموال لدفع عجلة التغيير، ولن يتحقق ذلك في ظل عدم توفر البيانات الدقيقة لمساعدة الحكومات على اتخاذ القرارات اللازمة. الحل الأمثل يكمن في التأثير على نطاق واسع يشمل جميع الأطفال بتكلفة تعليم تكون في متناول الجميع، جوهره الإنصاف.”
ومن جهته، قال سعادة الدكتور طارق محمد القرق، الرئيس التنفيذي ونائب رئيس مجلس إدارة دبي العطاء، خلال كلمته الترحيبية: ” نحن في ذروة تحول للبشرية. قد لا نراه، لكننا نعيش هذا التحول. وإذا لم يفي التعليم بوعده بتزويد الأطفال والشباب في جميع أنحاء العالم بالمهارات التي يحتاجون إليها لمواجهة تحديات المستقبل، فسنُعرف حينئذٍ بالجيل الذي لم يفعل شيئًا بينما كان بإمكاننا القيام بكل شيء. لدينا الوسائل ونحن جميعًا هنا، وعلينا أن نتحرك الآن.”
وفي معرض تعليقيه قال بوب موريتز، رئيس مجلس إدارة برايس ووترهاوس كوبرز: “بات من الضروري تظافر جهود الجميع لدفع جدول الأعمال بشكل فعّال، وهذا هو تحديداً دور مجتمع الأعمال، حيث يقع على عاتقهم مسؤولية معرفة الوظائف المتوفرة اليوم، وكيف ستكون الوظائف المستقبلية. أصبح جليا أن التغييرات التي شهدناها، والمهارات الرقمية، والذكاء الرقمي هي أشياء بالغة الأهمية لأي عالم في المستقبل. هذه هي القدرة على الإبداع والابتكار والتكيف مع عالم تقوده التكنولوجيا؛ إنها المهارات اللازمة للقيادة في هذا العالم الجديد. ستكون الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية ضرورية للعالم عندما نفكر في الكوكب والتحديات المجتمعية والإنصاف والحوكمة الرشيدة والازدهار. سيتم دمج هذه المهارات في كل وظيفة.”
كما قالت جاياثما ويكراماناياكي، مبعوثة الأمين العام للأمم المتحدة للشباب: “يتحتم على الشباب العمل جنبًا إلى جنب مع حكوماتهم ومجتمعاتهم والقطاع الخاص كشركاء مسؤولين وأيضاً كمستفيدين. المسؤولية: التعليم حق أساسي من حقوق الإنسان، ومسؤولية عامة. نحن بحاجة إلى النظر إلى الشباب لضمان تمكينهم وعدم ترك أيًا منهم خلف الركب. يجب أن نمضي قدما من خلال تجسيد ذلك الالتزام والموارد المخصصة وتنفيذ ذلك.”
وقد شارك في الجلسات النقاشية خلال اليوم الأول أبرز قادة التعليم في العالم، بما فيهم معالي غوردن براون، مبعوث الأمم المتحدة للتعليم العالمي ورئيس الوزراء البريطاني السابق؛ والسيدة هنرييتا فور، المديرة التنفيذية لليونيسف؛ والسيدة ستيفانيا جيانيني، المديرة العامة المساعدة لشؤون التعليم في منظمة اليونسكو؛ والدكتورة سعدية زهيدي، العضو المنتدب للمنتدى الاقتصادي العالمي؛ وآلان جوب، الرئيس التنفيذي ليونيليفر.
وتضمنت القمة جلسةً افتتاحيةً رفيعة المستوى بعنوان الشباب والمهارات ومستقبل العمل، ناقش فيها خبراء بحوث الشباب من “ريستلس ديفيلوبمنت” أهم النتائج والتوصيات التي حددوها في استطلاع الشباب العالمي الخاص بالمؤسسة، وذلك في إطار حوار بين معالي شما المزروعي، وزيرة دولة لشؤون الشباب في الامارات، وثلاثة قادة عالميين إلى جانب وشباب نشطاء ومناصرين.
واختُتم اليوم الأول من القمة بعد إقامة عدد من الحوارات رفيعة المستوى والجلسات الفرعية بمشاركة مجموعة من الشخصيات المرموقة.
إطلاق منصة تعلّم عالمية جديدة للشباب
تضمن اليوم الأول من قمة ريوايرد إعلان أكسنتشر ومايكروسوفت ومنظمة اليونيسف ودبي العطاء عن إطلاق منصة “جواز السفر من أجل الدخل، وهي بوابة رقمية عالمية للتعليم تقدم للشباب من جميع أنحاء العالم بين 15 و24 عاماً مسارات تعليم وتدريب مهني مجانية ومعتمدة. ويتنوع المحتوى الذي توفره بين التعليم الرقمي والتعليم التأسيسي والتعليم المبني على الأدوار والتعليم الذي يركز على المهارات الفنية. وستدعم جميع الشهادات المكتسبة من المنصة الشباب من خلال توفير فرص العمل وريادة الأعمال.
إصدار تقرير اليونسكو العالمي لرصد التعليم
شهدت القمة أيضاً إعلان اليونسكو عن إصدار التقرير العالمي لرصد التعليم، والذي دعا إلى حشد الجهود ورفد جميع الأطفال بوصول مجاني ومموّل حكومياً إلى عام من التعليم ما قبل الابتدائي و12 عاماً من التعليم الأساسي والثانوي. كما شجع التقرير جميع البلدان على إرساء نظام تعليم متماسك يدعم جميع المتعلمين من خلال رفع معايير جودة التعليم في كل المؤسسات التعليمية الحكومية والخاصة.
وواصلت القمة التركيز على الشؤون الملحّة للشباب، فأقيمت جلسة حول النماذج الناشئة للتعليم العالي خلال الصراعات، حيث شارك المتحدثون في النقاش حول ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان تسجيل 15% من اللاجئين في برامج التعليم العالي بحلول 2030.
تبنّي توجهات جديدة للارتقاء بالتعليم
تتضمن أبرز جلسات اليوم الأول إقامة المناظرة الرئيسية: التعليم الثانوي العالمي للجميع مقابل المسارات البديلة، والتي ركزت على كيفية تحقيق الاستفادة القصوى من مناهج التعليم البديلة من خلال توظيفها لدعم الشباب في البلدان التي لا تتوفر فيها فرص كثيرة للتعليم الثانوي؛ كما أقيمت جلسة الإرتقاء بالتعليم: طريق لمساعدة الشباب على التكيف مع التغير المناخي، والتي ناقشت أثر التغيّر المناخي على حياة الشباب بالاستناد إلى أبحاث عن الشباب في أوغندا، لتنتهي الجلسة إلى بيان ضرورة تغيير التعليم بشكل كبير بما يضمن ترسيخ المرونة والتأقلم الفعّال مع تغيرات المناخ.
وتقدم قمة ريوايرد للمجتمع العالمي فرصةً مثاليةً للارتقاء بالتعليم نحو مرحلة جديدة في ظل التأثيرات المستمرة لأزمة كوفيد-19 العالمية. وتطمح جميع نتائج المناقشات والحوارات والجلسات الفرعية ضمن القمة إلى خلق مرحلة جديدة من الابتكار، ما يدعم المجتمع العالمي في تلبية الحاجة الملحّة إلى تغيير التعليم على مستوى العالم.